حسام: يقترب من الإمام، السلام عليك يا سيدي.
الإمام: وعليك يا بُني السلام.
حسام: يا سيدي، أريد أن أتعلم هذا الاسم.
الإمام: وماذا ستفعل به يا بُني؟
هشام: سنفعل به الكثير والكثير، فهل تعرفه؟ وهل هو موجود حتى الآن؟
الإمام: موجود بالطبع يا بني.
حسام: هل يمكنك يا سيدنا تعليمه لنا؟
الإمام: يا بُني، كل شيء ممكن، ولكن ليس لأي أحد؛ فهؤلاء أناس لهم صفات خاصة، والناس عند ربهم درجات، فمن أراد تعلُّم الخاص؛ عليه أن يكون من الخواص.
حسام: كيف يا سيدي؟
الإمام: لا بد من مداومة الخلوة والذِّكر، والصمت بعد إتمام الفرائض والنوافل.
حسام: ثم؟
الإمام: بعدها قد تشعر بالقرب، ويمتلئ قلبك بالحب، هنا تكون قد بدأت.
حسام: ثم؟
الإمام: ثم نبدأ بالتدريب والرياضات للوصول إلى المطلوب من الصفات، فإذا وصلت؛ جاز لك أن تعلم ما غاب عنك.
هشام: وما الصفات المطلوبة؟
الإمام: قلة الأكل والشرب والكلام، والسهر بالليل والناس نيام، والتسليم للقدر، والبعد عن البشر، وأهمها ترك الهمة إلا لمهمة. يا بُني، إن الطريق طويل، وعقباته كثيرة، يصل القليل ويعود الكثير، ويحتاج إلى دليل.
حسام: سيدي، أريد أن أبدأ، فهل تكون دليلي؟
هشام: وأنا أيضًا معك.
الإمام: ولكن، ماذا تريدان أن تفعلا به؟
هشام: نصل أولًا، ثم نرى ماذا سنفعل به.
الإمام: إذاً فعلينا بالبداية.
حسام: وما هي؟
الإمام: الندم على ما فات، فالندم توبة، وترك الشهوات، والتسليم للحاضر، وترك التفكير فيما هو آت.
حسام: وكيف ذلك، سيدي؟
الإمام: بكثرة الاستغفار، وطول القنوت، وقيام الليل، والتزام الجماعات.
هشام: كل هذا في البداية فقط؟
الإمام: ألم أقل لكما إن الطريق طويل.
حسام: فليكن، سيدي، ولكن ما العقبات؟
الإمام: لكل درجة عقبات، ولكل وصول وقفات، فلا تتعجلا، وتمهلا، فكل بعيد آت. فالشيطان والشهوات، عقبات تعوق البدايات، ومنها ما يبقى للنهايات.
هشام: والعمل، سيدي؟
الإمام: بالاستعاذة يخنس الشيطان، وبالاستغفار تغفر السيئات، وبالصيام تموت الشهوات، وبالتسليم للقدر تخنس النفس، وبالقيام والسهر ترفع الدرجات.
حسام: فهمت، سيدي.
هشام: لكنها صعبة للغاية.
الإمام: عليكما بالبداية، وعلى الله النهاية، سلام الله عليكما وإلى لقاء قريب إن شاء الله.
هشام وحسام: وعليك السلام والرحمة، سيدي الإمام.
أحسنتم النشر.. بالتوفيق
شكرا جزيلا لحضرتك
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.