قصة (خادم سليمان) الجزء الخامس والعشرون

المشهد السادس والخمسون

نهار داخلي

حسام يحدث نفسه: ما هذا الشيء العجيب؟ لا أصدق نفسى! هل هذا صحيح؟! ويسمع صوتًا من خلفه.

صاحبة العمل: ما الذي لا تصدقه يا حسام؟

حسام: سيدتي، حمدًا لله على سلامتك، لا شيء، ولكن حدث لي شىء غريب اليوم.

السيدة: وما هو يا حسام؟

حسام: لا أعرف سيدتي كيف أصفه، وقد لا تستطيعين مساعدتي.

السيدة: لمَ لا تجرب؟

حسام: يا سيدتي، خرجت كعادتي من البيت أسلم على من أقابله من معارفي، ويسلمون عليَّ مبتسمين، لكن وكأني أرى ما يبطنون بداخلهم من حديث.

فصاحب البيت يسلم عليَّ وهو يتمنى بداخله أن نترك البيت في أسرع وقت، والسيدة الوقورة تبتسم لي وهي تمدح في أخلاقي وتخفي بداخلها شهوتها ناحيتي.

أما الركاب فكل منهم يضمر في نفسه شيئًا ويظهر غيره، وهذا يتمنى أن يلتصق بالفتاة التي بجوراه، وبرغم ذلك يزعم أنه يدافع عنها، وقليل منهم من يصدُق فيما بداخله، وأنا أرى كل هذا أمامي. والعجيب أنه توقف هنا.

السيدة: وكيف توقف يا حسام؟

حسام: أرى في عينيك سيدتي حبك لي وصدقك في مساعدتي، وهذا ما تقولين بالضبط، فظاهرك كباطنك.

السيدة: يبدو أنك تدخل في خلوات يا حسام.

حسام: نعم سيدتي، ولكن كيف عرفت؟

السيدة: هذا موضوع كبير يا حسام، سأقصه عليك يومًا ما.

حسام: في انتظارك سيدتي.

السيدة: هيا إلى العمل إذًا.

 

المشهد السابع والخمسون

نهار داخلي

مجلس الذكر في الزاوية بعد العصر

الإمام: هكذا أصبحت ترى الناس على حقيقتهم يا حسام.

حسام: نعم أصبحت أرى الوجوه متغيرة، والقلوب معبرة، والأفكار محيرة.

الإمام: لا تقلق يا حسام؛ فقد يتغير كل شيء مع الأيام، فعليك بالذكر والالتزام، ولا يحيرك أمر الأنام.

حسام: أنا على العهد يا إمام.

الإمام: وكيف حال هشام؟

حسام: لم أره منذ أيام، ولكني سأمر عليه إن شاء الله.

 

المشهد الثامن والخمسون

ليل خارجي

حسام ينصرف من الزاوية إلى الشارع مترجلًا، ويضع يده على عينيه في محاولة منه ألا يرى الناس؛ خوفًا من أن يعرف حقيقتهم.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة