هشام وهو يخرج من باب بيته..
يُخرج رأسه تارة وينظر إلى الشارع، ثم يُدخلها مرة أخرى، ثم قفز قفزة وأصبح خارج البيت وهو يرتدي جلبابًا مرقعًا، ويمسك في يده طبلة.
هشام: يا أهل الحارة "تك تتك تك تك" اسمعوا وعوا "تك تتك تك تك" أنا الشيخ هشام، أفسر الأحلام، وأبدد الأوهام، وأعمل كل حاجة، تجلب لكم السعادة "تك تتك تك تك".
بعض المارة في الحارة يتجمهرون حوله في استغراب!
أحدهم: أليس هذا هشام؟!
الآخر: نعم، ولكن لا أعرف لماذا يفعل ذلك!
البعض يسأله: لمَ تفعل في نفسك ذلك؟!
هشام: هذه أشياء لن تعرفوها الآن ولكن ستعرفونها بعد ذلك، من أراد أن يعرفها فلينظر ويسمع كلامي.
الكل باستغراب يلتف، يقفون أو يجلسون أمامه، وينصتون إلى كلامه.
هشام: الآن اسمعونى جيدًا، أعلم أن الكل لديه مشكلات كثيرة، وقد لا يستطيع التغلب عليها، ولكني كنت مثلكم، والآن أصبحت بلا مشكلات، بل أستطيع أن أفعل ما أريد في الحياة، بل وأتحكم في كل شيء حولي. ولكن حتى تصلوا إلى هذا المقام لا بد أن تفعلوا شيئين.
الجمهور: وما هما؟
هشام: أولًا: لا تذهبوا إلى أعمالكم. ثانيًا: تجرَّدوا من ملابسكم وارتدوا الملابس المرقعة واحملوا الطبول.
أحدهم: يعني نعمل إضرابًا عن العمل؟
هشام: أي نعم.
أحدهم ينظر من بعيد ويتحدث في التليفون، ثم يجلس مع الجميع.
همهمة من الجميع: هذا مجنون، أو يدَّعي الجنون.
وبعد قليل تأتي سيارة شرطة، فيجري الجميع ويبقى هشام وحيدًا، وينزل من السيارة عدد من الجنود ويلتفون حوله، ثم ينزل الضابط ويقترب من هشام، وهشام يتلفت حوله باحثًا عن صديقيه فلم يجدهما.
الضابط: أتدعو الناس لعمل إضراب يا روح أمك؟
هشام: أبدًا والله يا حضرة الضابط، أنا أنصحهم بعمل خلوة، والتجرد من الملابس الكثيرة.
الضابط: يعني تحرض على الفسق والفجور.
هشام: يا نهار أسود، فسق وفجور؟!
الضابط: اركب وسوف نعرف حكايتك في النيابة.
ويقبض عليه الجنود ويحملونه إلى السيارة ويذهبون به إلى قسم الشرطة.
ويقف جميع من في الحارة ويضربون كفًّا على كف، لا حول ولا قوة إلا بالله، هشام أصابه الجنون!
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.