المشهد الخامس والأربعون
هشام: ينظر إلى الرجال حوله ويقول: لا أذكر ماذا كنت أريد.
الرجل: ولكني أذكر، كنت تريد أموالك.
هشام: نعم، تذكرت.
الرجل: إذًا أخرج ما معك من أموال.
هشام: ليس معي أي أموال.
الرجل: إذًا سنجردك من ملابسك كنوع من التهذيب، حتى لا تفكر مرة أخرى في العودة إلى هنا. ويشير إلى الرجال، فيجردونه من ملابسه ويتركونه بالملابس الداخلية.
الرجل: المرة القادمة، يا روح أمك، ستذهب عريانًا، والآن سأعد إلى ثلاثة، إن رأيتك أمامي سأخلع باقي الملابس. وقبل أن يبدأ في العد، يفر هشام هاربًا من بين الرجال.
المشهد السادس والأربعون
على بُعدٍ من مكان المقهى، يقف هشام وينظر شمالًا ويمينًا يبحث عن صديقيه.
يظهر الشيطانان بالقرب منه.
هشام: أين كنتما؟
الاثنان: كنا نشاهد ما تفعله مع الرجل.
هشام: وأين ذهبت القوة؟
الأول: أنت لم تُحسن استخدامها.
هشام: كيف؟
الثاني: أولًا: لم تجربها على الآدمي من قبل، ولكنك جربتها على الجمادات.
ثانيًا: لا بد أن تستخدمها في الخير وليس الانتقام والشر.
هشام: ولماذا لم تخبراني بذلك من قبل؟
الاثنان: -وهما يتغامزان- كنا نظن أنك تعرف.
هشام: أعرف! وماذا سأفعل الآن؟ كيف سأذهب إلى البيت؟
الاثنان: افعل ما تريد، سنذهب نحن الآن بمهمة أخرى ونراك في الليل.
هشام: وتتركانني بهذه الملابس؟
الاثنان: وماذا سنفعل؟ حاول أن تتصرف بنفسك.
بيت هشام
يدخل بهدوء حتى لا تراه أمه، ولكنها تشعر به.
الأم: ما هذا، يا منيل؟
هشام: عن ماذا تتكلمين يا أمي؟
الأم: عن منظرك هذا، أين ملابسك؟ وأين كنت؟ ومن فعل بك هذا؟
هشام: لا أحد يستطيع أن يفعل شيئًا معي.
الأم: ماذا حدث إذًا؟
هشام: أنا وجدت رجلًا مسكينًا يمشي عاريًا في الشارع فأعطيته ملابسي.
الأم: وحياة أمك؟! هو أفقر منك؟
هشام: يعني أترك الرجل عاريًا؟
الأم: لا، يا روح أمك، امشِ أنت بالملابس الداخلية. لما نشوف آخرتها معك، يا مجنون يا ابن المجنونة!
هشام: طيب سلام يا أمي، أنا داخل أنام حتى أستريح قليلًا، فقد أنهكتني القوة.
الأم: فعلًا واضح عليك القوة.
ويتركها ويدخل إلى غرفته.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.