قصة (خادم سليمان) الجزء الحادي والثلاثون

المشهد الثاني والسبعون

في المكتب
السيدة: ما زلتَ سارحًا يا حسام في تجلِّياتك.
حسام: والله لقد أصبح الأمر شديد الصعوبة، ففي النهار أرى تحكُّم الأقدار، وفي الليل يُرهقني الاختيار، ولا أستطيع التوقف، وأخشى من الاستمرار.
السيدة: أصبحتَ تتكلم بالحكمة يا حسام.
حسام: نعم سيدتي، فقد تغيَّر في كل شيء، ففي كل شيء نظرة واعتبار، وفي كل شيء اختيار وقرار، والعجيب أن الكل لا يخرج عن الأقدار.
السيدة: صدقتَ يا حسام، هيا لجولتنا اليومية، لنرى تحكُّم الأقدار.
حسام: هيا سيدتي.

المشهد الثالث والسبعون

الزاوية، والإمام يجلس في سكينة في ركنه المعهود
حسام: السلام عليك يا إمام.
الإمام: وعليك السلام يا حسام.
حسام: كان الاختيار صعبًا يا إمام، ولكني فهمتُ إشارتك، واخترتُ الحق وتركتُ الخلق.
الإمام: أحسنتَ يا عالي المقام.
حسام: جزاك الله خيرًا عني يا إمام.
الإمام: ولكن ما زال في الطريق عقبات، وإن كانت للبعض مقامات، فعليك بالثبات، وترك المغريات، والله يوفق العباد.
حسام: كلما أقترب أشعر بضآلتي، وكلما أظن أني علمتُ، أشعر بجهلي، فمتى يا إمام؟
الإمام: أنتَ من سيعلم النهاية، وعندها تكون البداية، فادعُ الله أن يرزقك الثبات.
حسام: اللهم ثبِّت قلبي على الإيمان.
الإمام: اللهم آمين، اذهب يا حسام، يصحبك السلام، واحذر من فتنة وقع فيها الكثير من الأنام، وإن ظنوا أنها أعلى مقام.

المشهد الرابع والسبعون

هشام مع الاثنين في شارع خلف سيدنا الحسين، أمام متجر صغير
هشام: لو سمحتَ، أنا أريد طرطورًا وطبلة.
البائع: يوجد أحجام كثيرة، أيّ حجم تريد؟
هشام: (ينظر إلى شيطانيه، فيشير أحدهما إلى الحجم المتوسط).
هشام: هذه.
البائع: تفضل، وأيُّ مقاس تريد الطرطور؟
هشام: مقاسي.
البائع: (ينظر باستغراب ويعطيه الطرطور).
هشام: كم تريد؟
البائع: 25 جنيهًا.
هشام: تفضل، الحمد لله، باقي خمسة جنيهات.
أحدهما: هيا، بدِّل ملابسك الآن ولنبدأ.
هشام: لا، لن أفعل ذلك في الشارع، وسأفعله وقت ما أريد.
الآخر: لا بد أن تفعله.
هشام: ألم تقولا إن هذه آخر درجة؟
الاثنان: نعم.
هشام: إذًا اتركانِـي أفعلها وقت ما أريد، وإلا لن أفعلها، فلا بد أن أتدرب عليها، فهذا صعب جدًّا.
(الاثنان ينظران إلى بعضهما البعض، ويتفقان أن يتركا له الوقت).
الاثنان: اتفقنا.
هشام: هيا إلى المنزل.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة