المشهد السبعون
(غرفة حسام وهو يذكر بالاسم المفرد)
حسام: الله الله.
(تضيء الغرفة بضوء غريب، ويظهر في الأفق خلائق في صورة رجال، يقتربون من حسام، وهو ينظر إليهم ويستمر في ذكره)
القوم: السلام عليكم يا عالي المقام.
حسام: وعليكم السلام، من أنتم أيها الإخوان؟
القوم: نحن رجال من الجن، أرسلنا إليك خدامًا.
حسام: من الجن!؟ وما خدمتكم لي؟
القوم: نحن من الجن الصالح، يرسلنا الله إلى عباده المتقين، نأتمر بأمرهم، ونفعل ما يريدون بمجرد الإشارة، نخرج الكنوز، وبأخرى نداوي المرضى، وكل ما يأتي في خيالك نفعله بأمر الله. ونعلمك خصائص الأرض والعلاج بالأعشاب، ليستفيد من علمك الخلق.
حسام: هذا شيء عظيم، ولكن أَلَابد لي من استخدامكم؟
القوم: لا، ولكننا سنظل في صحبتك، سواء أمرتنا بفعل أم لا، إلا إذا كنت لا تريدنا معك.
حسام: إذًا أنا من أقرر وأختار؟
القوم: نعم، لك الاختيار والقرار. ولكن قبل ذلك، اعلم أننا لن نأتي لك مرة أخرى، وهذه الفرصة لا تأتي إلا للقليل من الخلق، فأحسن الاختيار وتأنَّ في اتخاذ القرار.
(حسام في نفسه): كما قال الإمام، هذه لحظة الاختيار واتخاذ القرار. إن صحبتهم، فعلت ما أريد، وإن تركتهم، قد لا يوجد المزيد. إنه فعلًا اختيار صعب، وقرار رهيب، ولكن ماذا أريد أنا؟! ولماذا أمرني الإمام هذه الليلة خاصة بالذكر المفرد؟!
القوم: نراك تفكر كثيرًا، ألا تريد مساعدة؟ إسعاد نفسك، ومساعدة الخلق؟! فقد تعود بالنفع عليهم إذا أمرتنا بالخير.
حسام: وماذا لو أمرتكم بالشر؟
القوم: نفعل ما تريد، فعملنا هو طاعة الأمر.
حسام: إذًا فأنتم أحرار.
القوم: أهذا هو القرار؟!
حسام: نعم.
القوم: أحسنت يا سيدنا الاختيار، فصحبة الحق أفضل الأقدار. سلام الله عليك يا ولي الله.
حسام: وعليكم السلام. (يقول في نفسه): لهذا أمرني الإمام بالذكر المفرد، فهو القرار.
المشهد الحادي والسبعون
(بيت هشام وهو يحدث أمه)
هشام: ممكن يا أمي تسلفيني ثلاثين جنيهًا؟
الأم: لأي شيء تريدهم؟
هشام: سوف أشتري طبلة وطُرطورًا.
الأم: نعم يا روح أمك!
هشام: لا تنزعجي يا أمي، اهدئي وأنا سأشرح لكِ الأمر فيما بعد. المهم، هل ستعطيني المبلغ؟
الأم: أعرف أولًا لمن هذه الأشياء؟ ولا أنت ناوي تسرح في الموالد؟
هشام: لا يا أمي، أنا أعلى مقامًا من ذلك. أنا سأمشي بها فقط في الشوارع.
الأم (بدهشة وصوت عالٍ): يا نهارك الأسود! أنت ناوي تعمل مجذوب يا ولد؟
هشام: ألم أقل لكِ ستفهمين فيما بعد؟ كلها ساعات قليلة وأعود إليكِ لنفعل ما نريد.
الأم: ماذا ستشرح لي يا ابن المجنونة؟ أنت عقلك راح بالمرة. يا رب، ماذا أفعل مع هذا الولد؟
هشام: يا أمي، لا تفعلي شيئًا. أعطيني فقط المبلغ وسوف تعرفين كل شيء قريبًا، وسيكون مفاجأة كبيرة لكِ.
الأم: ها هو المبلغ، لما نشوف آخر هذه الحكاية.
هشام: شكرًا يا أمي، أنزل أنا لأشتري العدة.
الأم: مع السلامة يا روح أمك.
هشام: ممكن حاجة أخيرة؟
الأم: قول يا روح أمك.
هشام: حاجة مرقعة من ملابس أبي.
الأم: أنا عرفت ماذا ستفعل. سوف تشحذ يا روح أمك.
هشام: هي حاجة قريبة من ذلك.
الأم (ترفع الحذاء): وحياة أمك إن لم تخرج لأحبسك!
هشام: خارج، خارج. (ويجري نحو الباب)
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.