قصة (خادم سليمان) الجزء الثلاثون

المشهد السبعون

(غرفة حسام وهو يذكر بالاسم المفرد)

حسامالله الله.

(تضيء الغرفة بضوء غريب، ويظهر في الأفق خلائق في صورة رجال، يقتربون من حسام، وهو ينظر إليهم ويستمر في ذكره)

القومالسلام عليكم يا عالي المقام.

حساموعليكم السلام، من أنتم أيها الإخوان؟

القومنحن رجال من الجن، أرسلنا إليك خدامًا.

حساممن الجن!؟ وما خدمتكم لي؟

القومنحن من الجن الصالح، يرسلنا الله إلى عباده المتقين، نأتمر بأمرهم، ونفعل ما يريدون بمجرد الإشارة، نخرج الكنوز، وبأخرى نداوي المرضى، وكل ما يأتي في خيالك نفعله بأمر الله. ونعلمك خصائص الأرض والعلاج بالأعشاب، ليستفيد من علمك الخلق.

حسامهذا شيء عظيم، ولكن أَلَابد لي من استخدامكم؟

القوملا، ولكننا سنظل في صحبتك، سواء أمرتنا بفعل أم لا، إلا إذا كنت لا تريدنا معك.

حسامإذًا أنا من أقرر وأختار؟

القومنعم، لك الاختيار والقرار. ولكن قبل ذلك، اعلم أننا لن نأتي لك مرة أخرى، وهذه الفرصة لا تأتي إلا للقليل من الخلق، فأحسن الاختيار وتأنَّ في اتخاذ القرار.

(حسام في نفسه): كما قال الإمام، هذه لحظة الاختيار واتخاذ القرار. إن صحبتهم، فعلت ما أريد، وإن تركتهم، قد لا يوجد المزيد. إنه فعلًا اختيار صعب، وقرار رهيب، ولكن ماذا أريد أنا؟! ولماذا أمرني الإمام هذه الليلة خاصة بالذكر المفرد؟!

القومنراك تفكر كثيرًا، ألا تريد مساعدة؟ إسعاد نفسك، ومساعدة الخلق؟! فقد تعود بالنفع عليهم إذا أمرتنا بالخير.

حساموماذا لو أمرتكم بالشر؟

القومنفعل ما تريد، فعملنا هو طاعة الأمر.

حسامإذًا فأنتم أحرار.

القومأهذا هو القرار؟!

حسامنعم.

القومأحسنت يا سيدنا الاختيار، فصحبة الحق أفضل الأقدار. سلام الله عليك يا ولي الله.

حساموعليكم السلام. (يقول في نفسه): لهذا أمرني الإمام بالذكر المفرد، فهو القرار.

المشهد الحادي والسبعون

(بيت هشام وهو يحدث أمه)

هشامممكن يا أمي تسلفيني ثلاثين جنيهًا؟

الأملأي شيء تريدهم؟

هشامسوف أشتري طبلة وطُرطورًا.

الأمنعم يا روح أمك!

هشاملا تنزعجي يا أمي، اهدئي وأنا سأشرح لكِ الأمر فيما بعد. المهم، هل ستعطيني المبلغ؟

الأمأعرف أولًا لمن هذه الأشياء؟ ولا أنت ناوي تسرح في الموالد؟

هشاملا يا أمي، أنا أعلى مقامًا من ذلك. أنا سأمشي بها فقط في الشوارع.

الأم (بدهشة وصوت عالٍ): يا نهارك الأسود! أنت ناوي تعمل مجذوب يا ولد؟

هشامألم أقل لكِ ستفهمين فيما بعد؟ كلها ساعات قليلة وأعود إليكِ لنفعل ما نريد.

الأمماذا ستشرح لي يا ابن المجنونة؟ أنت عقلك راح بالمرة. يا رب، ماذا أفعل مع هذا الولد؟

هشاميا أمي، لا تفعلي شيئًا. أعطيني فقط المبلغ وسوف تعرفين كل شيء قريبًا، وسيكون مفاجأة كبيرة لكِ.

الأمها هو المبلغ، لما نشوف آخر هذه الحكاية.

هشامشكرًا يا أمي، أنزل أنا لأشتري العدة.

الأممع السلامة يا روح أمك.

هشامممكن حاجة أخيرة؟

الأمقول يا روح أمك.

هشامحاجة مرقعة من ملابس أبي.

الأمأنا عرفت ماذا ستفعل. سوف تشحذ يا روح أمك.

هشامهي حاجة قريبة من ذلك.

الأم (ترفع الحذاء): وحياة أمك إن لم تخرج لأحبسك!

هشامخارج، خارج. (ويجري نحو الباب)

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة