المشهد الخامس
صالون كبير في شقة كأنها قصر، ورجل جالس على كرسي قوي البنيان قبيح الوجه.
الرجل: أهلًا أهلًا بالرجالة.
حسام: أهلًا بك يا سيدي.
هشام ينظر إليه في خوف ويهمس إلى حسام: منظره يثير الرعب.
الرجل: ماذا تقول أيها الشاب؟
هشام: أقول أهلًا وسهلًا سيدي.
الرجل: من أتى بكما إلى منطقتي؟
(يقصَّان عليه قصتهما، فيضحك الرجل)
الرجل: قصتكما مؤثرة، ولكن الأمر ليس كما تفهمان، فلا يستطيع أحد البيع في الشارع بسهولة؛ فلا بد من إذن وترتيب وثمن.
هشام: إذن فلنقم بالشحاذة.
الرجل: هنا يكون الثمن أعلى من عمل البيع.
حسام: أريد توضيحًا أكثر، سيدي.
الرجل: يبدو عليكما أنكما أرباب تربية وتعليم، ولكن يا بُنيّ، هذا لا ينفع في مثل زمننا هذا. اعلم يا بُنيّ أن لكل منطقة رئيس، وله أتباع، فلا يستطيع أحد الدخول والعمل بها من بيع وشراء وشحاذة وسمسرة، لكن يصرح له رئيس المنطقة بذلك ويتفق معه على نسبة خاصة به؛ فالعملية منظمة جدًّا، ولا يستطيع أحد النفاذ إليها دون علم المالك، وأيضًا لا يستطيع الخروج منها بعد دخوله في هذا المجال بسهولة.
هشام: إذا فسامحنا يا سيادة الرئيس، ولن نفعل ذلك مرة أخرى.
الرجل: لقد أخطأتما، ولا بد من المحاسبة.
حسام: نحن لا نعلم يا سيدي.
الرئيس: ولو، فإما تبقيان فتعملا معنا بشروطنا، وإما تتركا بضاعتكما وتذهبا وقد صفحنا عنكما.
هشام: ولكننا لا نملك أموالًا غير بضاعتنا.
الرئيس: لا يهمني هذا الأمر، ويكفي أنني لم أعاقبكما جسديًّا لجهلكما بالموضوع.
حسام: إذًا عوضنا على الله في أموالنا يا هشام.
الرئيس: مع السلامة، وأتمنى لكما التوفيق.
(ويخرج الاثنان من عند الرجل)
المشهد السادس
الشارع
هشام: هل رأيت الرجل كم هو غني ومترف؟
حسام: نعم، إنه الرئيس يا فالح، يأخذ ولا يعطي.
هشام: ولكن ماذا نفعل الآن؟
حسام: لم تنفعنا العلوم، ولم تنفعنا الأموال، ما بالك أن نستخدم قوتنا العضلية؟
هشام: كيف؟
حسام: انظر إلى هناك، هذه سيارات بها صناديق للبضاعة، تذهب بها إلى التجار فتفرغ ما بها وتعود، ودائمًا ما تأخذ معها اثنين من العمال الذين يفرغون السيارات، ويعطيهما صاحب المحل الأجر.
هشام: فلنُجرب.
يتبع...
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.