المشهد الخامس والستون
بيت حسام، حسام وأمه يتحدثان
- الأم: ما بك يا ولدي أراك مهمومًا؟
حسام يقص عليها أحواله
- الأم: وهل هذا الحال يسعدك أم يحزنك؟
- حسام: لا أدري يا أمي ما شعوري؟ لكن هذا صعب جدًّا.
- الأم: وما الصعوبة يا ولدي؟
- حسام: لقد كنت في عمى، لا أرى إلا نفسي، والآن قد تغير الأمر، أرى كل شيء، حتى ما في نفس الآخرين، بل أشعر بما في نفس الحيوان، والطيور والجماد، وأسمع حتى تسبيحها وتحميدها.
- الأم: قال تعالى: «وإن من شيء إلا يسبح بحمده».
- حسام: أعلم يا أمي، لكن الآن أرى وأسمع هذا التسبيح، وهذا صعب جدًّا، فكيف أدهس الأرض وهي تنطق باسم الله، وكيف أمضغ الطعام وهو يسبح بحمده، وكيف أتكلم بابتسامة مع من أعرف أنه يخدعني، فكيف ألتزم بالصمت؟
- الأم: إذن، فالحجاب نعمة يا بني.
- حسام: أكاد أصل إلى ذلك يا أمي، بعد ما علمت صعوبة الكشف.
- الأم: يا بني، قال تعالى: «وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَار»، فالله يعطيك على قدر ما تستطيع العيش به، وكل شيء زاد عن حده انقلب ضده.
- حسام: لا أفهم يا أمي.
- الأم: يا بني، أعطاك الله السمع والبصر بقدر معين حتى ترى وتسمع ما يسرك، ولا ترى ولا تسمع ما يضرك، فلما فتح الله عليك، أصبحت ترى كل شيء، وتسمع كل شيء، حتى ما خفي عنك، وفي هذه الحالة لن تستطيع العيش بطبيعتك.
- حسام: فهمت يا أمي، لكن ما الحل؟
- الأم: أنت الآن يا بني في مقام الاختيار، فاختر ما شئت، إما الاستمرار على هذه الحال، وإما أن تدعو الله بتوقفها، فإذا دعوت عسى الله أن يذهبها عنك، لكن استعد لما بعد.
- حسام: ألم أقل لك أنك تخفي أكثر مما تبدي يا أمي.
- الأم: لكل مقام مقال يا ولدي.
المشهد السادس والستون
غرفة حسام في خلوته
- حسام: اللهم إني أريدك وحدك، فأبعد عني أسرار خلقك، واجذبني إليك يا ربي قلبًا وقالبًا.
المشهد السابع والستون
الشارع، وحسام يخرج من باب البيت.
- حسام: الحمد الله، لم أعد أرى ما في داخل الناس، ولا تغيرات وجوههم، ولم أعد أسمع شيئًا من حديث الطيور ولا تسبيح النباتات والجمادات، شكرًا لك يا رب، واجعل لي الخير فيما بعد.
روعة
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.