قصة (خادم سليمان) الجزء الثالث والثلاثون

المشهد الخامس والسبعون

هشام في بيته داخل غرفته ومعه الشيطانان

هشام: ممكن أعرف ماذا سوف أغني بالضبط؟

أحدهما: أي كلام تفكِّر فيه ممكن تغنيه، وترقص على اللحن. 

هشام: الموضوع يحتاج تدريبًا، وتجهيزًا نفسيًّا.

الآخر: نحن نفعل ذلك حتى لا يكون لديك نفس؛ فالنفس أعدى أعدائك.

هشام: لن أفعل ذلك إلا عندما أكون مستعدًّا، وسوف أبدأ التدريب من الآن.

ويبدأ في الدق على الطبلة والتغني ببعض الكلمات التي ليس لها أي معنى.

الأم: انت يا زفت، ماذا تفعل؟

هشام: أتدرب يا أمي.

الأم: أنا عارفة إن آخرك مستشفى المجانين.

هشام يزيد الدق على الطبلة.

الشيطانان ينظران إليه ويضحكان في سخرية.

 

المشهد السادس والسبعون

حسام مع أمه في البيت ويسألها عن أحواله

الأم: أراك حائرًا يا ولدي!

حسام: نعم يا أمي، ويقص عليها ما يحدث، ويسألها عن مقام الخلافة.

الأم: يا بني هذا أعلى المقامات لمن أراد السلوك، من يقبله، فكأنه نائب عن رب العالمين، يأمر وينهى، ولم يختره أحد من الأولياء الصالحين، فاختياره سوء أدب مع الله، إلا إن أمره الله بذلك، وخيرًا فعلت يا بني، فالأدب مع الله خير من ألف مقام، وهذا هو دأب الأنبياء عليهم السلام، فكلهم كان له الخلافة، ولكنه ترك لله التصرف، ولك في إبراهيم عليه السلام عبرة، عندما سأله الملك: ألك حاجة؟ فقال أمَّا لك فلا، وأما لله فعلمه بحالي يغنيني عن سؤالي، برغم أنه يمكنه إطفاء النار، وأيضًا رسولنا الكريم محمد عليه السلام، حين سأله الملك أن يطبق الجبلين على من آذوه، فنهاه؛ لعل الله يُخرج من أصلابهم من يؤمن به. جعلك الله من الصالحين يا ولدي.

حسام: جزاكِ الله خيرًا يا أمي، ولكني الآن يا أمى أشعر بارتياح في قلبي، وسعة في روحي، واطمئنان وسلام داخلي، ولم أعد أرغب كثيرًا في شهوات الدنيا. وما شعرت بذلك إلا حين تركت الملائكة ينصرفون.

الأم: قوَّاك الله يا بني، وعليك بالعمل؛ فالعمل عبادة أيضًا.

حسام: صدقت يا أمي، نتوكل على الله، ويفعل الله بنا ما يريد.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة