المشهد الثامن والستون
(غرفة هشام ليلًا مع شيطانيه)
هشام: الحكاية طالت، والصراحة أنا لا أستريح لوجهيكما.
الشيطان: يبدو أنك لن تصبر.
هشام: لا أطيق الصبر أكثر من ذلك.
الآخر: إذًا فلننهِ الموضوع.
هشام: أرى أنه من الأفضل أن ننهيه.
الشيطان: ننهي الموضوع وأنت على آخر درجة.
هشام: آخر درجة؟
الآخر: نعم، فأنت أصبحت تتحكم في الأشياء عن بعد، وأصبحت قويًّا، وأصبحت معالجًا، لم يتبقَ لك سوى شيء واحد لتصل إلى ما تريد.
هشام: وما هو؟
الشيطان: أن تميت نفسك.
هشام: يا نهار أسود!
الآخر: لا، ليس كما فهمت، ولكن أن تميت فيها الكبر والعظمة والشهوات.
هشام: آه، فهمت، ولكن كيف ذلك؟
الشيطان: ارتدِ ملابس مرقعة وطُرطورًا، وخذ طبلة وامشِ في الشارع مغنيًّا وراقصًا.
هشام: سيقولون مجنون، وقد يؤذونني.
الآخر: وهذا هو المطلوب، فإذا استفزك الأمر رسبت في الامتحان، وإذا لم تبالِ نجحت، وإذا سألوك لماذا تفعل ذلك قل: أمرني الملكان بذلك.
هشام: الملكان؟ ألم تأمراني بحفظ السر؟
الشيطانان: لقد آن أوان ظهورك للأنام، وستفعل ما تحب وما تريد، ولكن بعد هذه المهمة.
هشام: إذًا علينا البدء، هيا لنشتري الطبلة ونرقع الثياب.
لكن أولًا: اذهبا أنتما، حتى أرى كيف سأتصرف مع أمي لكي آخذ منها ثمن هذه الأشياء.
المشهد التاسع والستون
(الزاوية وحسام يتحدث مع الإمام)
الإمام: حسنًا فعلت يا حسام، نفعك الله بوالدتك.
حسام: أتعرفها جيدًا يا إمام؟
الإمام: يا بني، إنها من أولياء الله الصالحين، الذين يختفون بين الخلق ولا يعرفهم الكثير.
حسام: لقد فهمت ذلك، ولكن بعد زمن.
الإمام: الآن يا حسام، ستمر بأصعب الفترات، وأكثرها حيرة ورهبة، ولن يستطيع أحد غيرك اتخاذ القرار، فاستعد، وأحسن الاختيار، وإن كانت كل الاختيارات صعبة، ولكن كلها خير.
حسام: حيَّرتني يا إمام، لِمَ لا تخبرني بما سيحدث، وتعلمني كيف أختار؟
الإمام: أنت الآن سالك ناضج، ولك كل الحق في اختيار طريقك، وأي الخلائق تفضل أن يكون صديقك.
حسام: صديقي؟! لا أفهم يا إمام.
الإمام: لا أستطيع البوح أكثر من ذلك، ولكن أحسن اختيار الأصدقاء ورفقاء الطريق. اذهب يا بني، واستعد للحظة الاختيار، واعلم أن الذكر المفرد يساعدك على اتخاذ القرار.
حسام (متعجبًا): سلام الله عليك يا إمام.
احسنت
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.