المشهد الرابع والثمانون
التفاف المرضى حول حسام وأم هشام والمحامية
(يلتف الجميع حول الثلاثة، ويبدأ الكل في سرد طلباته لهم على أنهم ملائكة قادمون من السماء للتحدث مع هشام).
أحدهم: لو سمحتم، أريد الصعوط إلى السماء معكم، فأنا لا أحب أن أبقى كثيرًا في هذه الأرض، فالكل يضحك عليَّ.
الآخر: وأنا أريد التعلُّم مثل هشام، وأفعل كل ما أريد، فأنا أيضًا أرى من يكلِّمني ولا يراه أحد غيري.
(مجنون آخر): انتظروا يا أصدقائي، فلا بد أنهم أتوا إلى هشام ليروه، ولما علموا أننا أصدقاء له ظهروا لنا أيضًا، فهم يحبوننا، وسيعلِّموننا كل شيء، أليس كذلك أيها الملائكة؟
حسام: نعم، أيها الأصدقاء، سنفعل لكم ما تحبون، ولكن دعونا الآن نتكلم مع هشام.
(يبتعد عنهم المجانين ويفسحون لهم الطريق ليتحدثوا مع هشام).
(هشام يجري على أمه ويحتضنها، وينظر إلى حسام والمحامية ولا يعرف ماذا يقول).
الأم: أنا قلت إن آخرك مستشفى المجانين، الآن أصبحت مجنونًا رسميًّا.
هشام: يا أمي، هذا ظرف طارئ وسأخرج من هنا، مجرد خطأ في التشخيص.
حسام: ماذا حدث يا هشام؟ ما الذي أتى بك إلى هنا؟!
(هشام يقص عليه القصة بكل أحداثها).
الأم: ملائكة يا ابن العبيطة؟ أنا كنت عارفة من الأول.
(المحامية وهي تضحك): إذًا هذه هي الحكاية، فقد تلاعبت بك الشياطين.
هشام: والله، لم أكن أستريح لوجوههم من الأول. ولكن ماذا أقول!
حسام: إذًا سنذهب الآن إلى الطبيب ونخبره بسوء التفاهم، ولا تتكلم مرة أخرى عن هذه القصة معه، حتى نخرجك من هنا.
هشام: ولكن لن أخرج مرة أخرى بهذه الملابس المرقعة.
الأم: لقد أحضرت لك معي غيرها يا ابن المجنونة.
هشام: دائمًا ما تكونين مستعدة يا أمي، والله لأجعل الملائكة تحت أمرك.
حسام: ماذا تقول؟
هشام: لا لا، أنا كنت أمزح معها فقط.
(ويخرج الجميع ويصطحبون معهم هشام لمقابلة الطبيب قبل الخروج من المستشفى).
هشام يشير إلى المرضى بالسلام وهو خارج من الغرفة ويقول: انتظروني، سأعود لنكمل باقي الموضوع.
(المجانين): في انتظارك يا هشام، أنت والملائكة.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.