المشهد الرابع والثمانون
في الزاوية ويجلس الجميع مع الإمام في غرفة الضيوف.
في غرفة داخلية مجهزة للضيوف، الجميع يجلس ومعهم الإمام.
الإمام: يا أهلًا بالأحباب، وينظر إلى المحامية، مرحبًا بك يا أستاذة، لقد طالت غيبتك عنا.
المحامية: يا مرحب بمولانا، غيبة جسدية لا روحية يا إمام.
حسام (في تعجب): أتعرفان بعضكما بعضًا؟!
الإمام: إنها أيضًا من تلامذتي، ومن أصحاب المقامات.
حسام: يبدو أنني الوحيد الذي لا أعرف شيئًا، فهي لم تخبرني ولا أمي أيضًا.
الإمام: ليس كل ما يُعرف يقال يا حسام.
هشام: وأنت يا أمي أليس لك في هذه المقامات؟
الأم: اخرس يا مجنون يا ابن المجنونة.
الجميع يضحكون
حسام: ولكن لي سؤال يا إمام، كيف اجتمعت هذه الأمور صدفة، ولماذا لم يحدث لهشام مثل ما حدث معي.
الإمام: لا يوجد مجال للصدفة يا ولدي، فكل ما حدث مرتب ترتيبًا دقيقًا، قد سبق في علم الله، وقد أُعد لك خصيصًا، دون أن تدري، وقد رأيت بنفسك كيف تتحكم يد القدرة في مقادير الخلق، أما ما حدث مع هشام، فهو عين الكمال الإلهي، فالجمال والقبح وجهان حتى تكتمل الصورة، فلو لم يوجد القبح ما عرفنا الجمال، والإيمان والكفر أيضًا وجهان، فلولا الكفر ما عرفنا الإيمان، فما وقع لك إنما هو تجلٍّ من اسمه الهادي والولي، وما وقع لهشام فهو تجلٍّ من اسمه المضل، فكله تجلٍّ ما لنا فيه اختيار.
هشام: الله، إذًا أنا من الأولياء أيضًا، عرفتي يا أمي؟
الأم: "آه، وأمك ولية، قوم يا ابن الهبلة يا أبو رقعة وطبلة".
يضحك الجميع، ويقول الإمام: فعلًا يا هشام أنت من الأولياء، فكل مؤمن ولي، فالله هو الفاعل على الحقيقة، وما نحن إلا ظل يحركه الله كيف يشاء، ويفعل به ما يشاء، فمن رضي وجد القرب والسعادة في الرضا، ومن سخط وجد البعد والشقاء، فكن حيث أقامك الله تكن من الأولياء مهما كانت حالتك.
الجميع: نفعنا الله بك يا إمام.
ثم يشير الإمام ببداية الذكر ويخرج، والكل يهللون بقولهم: الله الله الله الله الله.
النهاية
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.