وُلد محمد أنور السادات عام ١٩١٨م، في قرية ميت أبو الكوم التابعة لمحافظة المنوفية، ووالده يعمل كاتبًا في مكتب حكمباشي الصحة لدى الجيش المصري في السودان.
اقرأ أيضاً رحيل ملوك مصر إلى متحف الحضارة
محمد أنور السادات
نظرًا لطبيعة عمله خارج مصر فقد كان وجوده بجوار أسرته قليلًا، والتي كانت ترعى محمدًا هي جدته التي تتمتع بشخصية قوية وتحظى باحترام أهل القرية، والمنزل الذي تربَّى فيه محمد مبني من الطين وسقفه من الخشب مثل منازل أهل القرية جميعًا.
وكانت جدته تحكي له حكاية زهران بطل موقعة دنشواي، وأدهم الشرقاوي، وكلاهما من أبطال مقاومة الاحتلال الإنجليزي؛ لذا فقد ظل محمد طيلة حياته متأثرًا بهما، وخصوصًا زهران؛ لأن حادثة دنشواي وقعت في قرية دنشواي المجاورة لقريته، وبسبب إعجابه ببطولته أيضًا.
إلى أن التحق بالمدرسة الحكومية وحصل على الابتدائية، حتى عاد والده من السودان، وأخذ الأسرة للعيش بالقاهرة بجوار عمله، وألحق ولده محمدًا بالمدرسة الثانوية. ولأن محمدًا كانت درجاته ضعيفة فانتقل من المدرسة الحكومية إلى المدرسة الأهلية حتى أكمل الدراسة وحصل بالكاد على التوجيهية.
وعندما أراد أن يلتحق بالكلية الحربية اكتشف من ضمن الشروط أنه لا بد من كتابة اسم الواسطة على ملف التقديم، فظل يبحث عمن يتوسط له بالقبول إلى أن وجد من يتوسط له، فقُبل بالكلية الحربية.
اقرأ أيضاً محمد علي.. رائد النهضة العربية ومؤسس مصر الحديثة
محمد أنور السادات وجمال عبد الناصر
في أثناء الدراسة تعرَّف على جمال عبد الناصر وآخرين ممَّن كانوا ضمن مجلس قيادة الثورة فيما بعد. وبعد تخرجه من الحربية أُلحق بسلاح المشاة، وأُرسل للعمل خارج القاهرة.
ولأنه كان متأثرًا بالبطل زهران فقد تفتَّق ذهنه عن فكرة تكوين مجلس سري من ضباط الجيش يكون هدفه مقاومة المحتل وطرده خارج البلاد وحصول مصر على استقلالها.
فاختار نائبه عبد المنعم عبد الرؤف، وأعضاءه حسن رشاد وآخرين، ولكي يُتم مشروعه أراد أن ينتقل لسلاح الإشارة حتى يستطيع الاتصال بجميع زملائه، وساعده في ذلك إلقاؤه خطابًا في أثناء اجتماع حضره مدير سلاح الإشارة فقرَّر مدير سلاح الإشارة الموافقة على نقل السادات لسلاح الإشارة.
وأيضًا تعرَّف على الفريق عزيز المصري وتأثَّر به كثيرًا، كما التقى حسن البنا زعيم حركة الإخوان المسلمين الذي كان يرتبط بحركات مقاومة الاحتلال.
وبسبب قربه من الفريق عزيز المصري الذي أُحيل للتقاعد بسبب مواقفه المناوئة للمحتل، وكذلك قربه من حسن البنا، فقد سُجن أكثر من مرة، وبعد خروجه من السجن حاول العودة لعمله بالجيش لكنه لم يفلح.
وبعد مدة اتُّهِم بقتل أمين عثمان وزير المالية، الذي قيل إنه كان مواليًا للاحتلال الإنجليزي.
اقرأ أيضاً تجارب رائدة للحكام غير المِصْرَيين في حكم مِصْرَ
معلومات عن محمد أنور السادات
وخلال سجنه فكَّر في الهروب من السجن هو وزميله حسن عزت، وتم له ذلك. وبعد الهروب فكَّر في العمل لتوفير نفقاته فأطلق لحيته وغيَّر اسمه وعمل في بعض المهن البسيطة إلى أن التقى صديقه حسن عزت الذي عمل مقاولًا وطلب من السادات أن يعمل معه.
وبعد مدة اصطحبه حسن عزت إلى منزله بالسويس، وهناك تعرف السادات على جيهان صفوت ابنة عم زوجة حسن عزت، والتي تزوَّجها السادات بعد مدة وجيزة، وبعد مدة طلَّق السادات زوجته الأولى.
وبسبب سجنه أكثر من مرة فقد استلم جمال عبد الناصر مسؤولية حركه الضباط الأحرار. وفي عام ١٩٥٢م اشترك السادات مع الثوار في توجيه إنذار للملك فاروق للتنحي عن العرش ومغادرة البلاد وإسناد الحكم لابنه أحمد فؤاد، فوافق فاروق وغادر البلاد. وحينها شعر السادات بالفرح الشديد وأنه اقترب من تحقيق حلمه في تحرير مصر.
وبعد الثورة أُسِّست صحيفة الجمهورية وعمل السادات رئيسًا لتحريرها، وكانت هذه الصحيفة لسان حال الثورة.
أما المناصب الوزارية فقد ظل السادات عازفًا عن طلبها، إلى أن تولى بعد ذلك سكرتير عام منظمة المؤتمر الإسلامي، وبعد اتحاد مصر وسوريا تحت اسم الجمهورية العربية المتحدة، أُنشئ مجلس النواب الذي ترأَّسه السادات.
ثم تولى رئاسة مصر بعد وفاة عبد الناصر، وعمل ثورة للتصحيح، وفيها أبعد الفاسدين عن مناصبهم، الذين كانوا يشكِّلون مراكزَ قوى.
وفي عام ١٩٧٣م كانت حرب أكتوبر والعبور العظيم، وكان هو بطلها.
وبعد ذلك وقَّع اتفاقية السلام بعد أن ألقى خطابه الشهير في الكنيست الإسرائيلي.
ووافته المنية عام ١٩٨١م.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.