قصة حوار بين آدم وحواء الجزء الأول

آدم: "ممَّ خُلقتِ يا امرأة، من أيّ العوالم أنتِ؟" 

حواء: "أنا من عالمك يا آدم، من ذات الطين والدم، أنا بشرية مثلك، خُلقت من ضلعك يا آدم، ألا تدري هذا؟"

آدم:" نعم، أدري وهذا ما يجعلني في حيرة من أمري، إن كنتِ تحملين ذات الدم البشري، وخُلقنا من ذات الطين، لماذا أنتِ مُعقدة، ويصعب التعامل معكِ، لمَ لا أفهمك؟ لم لا أعلم كيف أرضيكِ؟" 

حواء: "سألتني أبسط الأسئلة يا آدم، خلقني الله منك وإليك، فمعي ستُكمل نصف دينك، وسأشاركك حياتك، ومفهومك عني (بأني معقدة) غير صحيح، واتهاماتك هذه لا أساس لها من الصحة، ثم إني لستُ معقدة بقدرك، ومعاملتي جدًا سهلة وأبسط ما يكون، ولكنك ترى كل شيء من منظارك الخاص، إرضائي سهلاً للغاية، فقط حاول أن تتفهمني، واجعل لي في أعماقك مسكناً، فأنت الملاذ والحب، وأنت السبب في خفقان هذا القلب، وستحلو الحياة برفقتك، ومعك سيكون الدرب." 

آدم: "ما زلت لا أفهمكِ، لقد أعطيتك مقاماً كبيراً وطوَّبت قلبي وروحي باسمكِ، وجعلتكِ سلطانة زمانكِ، حتى غارت منكِ بنيّ جنسكِ لاختياري لإحداكن، قدمت لكِ كل ما قدرني الله على فعله، ومع ذلك عندما أتأخر قليلاً أمامكِ ودون قصد أو نيّة سيئة، تُكشرين بحاجبيكِ وتنهالين ذماً بكلامك ولسانك السليط."

حواء: "لا يا آدم، تمهَّل من فضلك، فقد بدأت تدمج الأمور ببعضها ولم يعُد حديثنا يُفهم من كلينا، نعم قدَّمت لي هذا، ولكنني لم أتذمر من تأخرك من واجباتك بهذا الشكل، فمع كل تقصير منك كنتُ أعذرك، وأضع الأسباب والنتائج دائماً، أنا لا أريد منك ما فوق طاقتك، ولم أطلب منك لا المجوهرات ولا القصور الفارهة، بل طلبت حنوّك عليّ واهتمامك بي، وراحة بالي معك، فالقليل من حنانك يعني لي الكثير. " 

آدم: "لم أنظر لكِ ولا ليومٍ واحد دون نظرات العاشق الولهان، مُتيّم هذا الزمان، لقد تتيَّمت بكِ، وأحببتكِ أكثر من أي شيء في هذا العالم، فكيف لا أعطيكِ حناني واهتمامي؟ إن كنتِ في الأصل، جُلّ ما أفكر به وهدفي الذي أصبو إليه من بداية هذا العالم.

يتبع...

- اقرأ أيضاً قصة "حوار بين آدم وحواء"ج2.. قصص قصيرة

كاتبة مقالات وقصص متعددة الأنواع، بأسلوب سلس وجذاب، لبنانية الجنسية، من مواليد ١٩٩٦، مشرفة لمدونة "أنامل عربية" واكتب في مدونة" رواد المتوسط " في قسم "الأدب " واكتب في منصة حلا لقصص الأطفال .

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يونيو 7, 2023, 6:20 م

إنهما آدم وحواء لا ينتهي الجدال بينهما أبدا.
تحياتي ندى❤️

أضف ردا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يونيو 7, 2023, 6:32 م

لهذا كتبت الجزء الأول... اهلا عايدة يسرني مرورك العذب... شكراً لك❤️

أضف ردا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

قصة قصيرة رائعة ، استمرى

أضف ردا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يونيو 7, 2023, 7:38 م

شكرا اخي..

أضف ردا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يونيو 8, 2023, 5:56 ص

جميلة جدا كالعادة ،واتمنى أن يفهمها آدم

أضف ردا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يونيو 8, 2023, 6:05 ص

عيناك الجميلتان... اهلا بعودتك... اشتقت أقرأ لك والله... هيا أسماء..أبدعينا.. واروي الظمأ..

أضف ردا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يونيو 10, 2023, 10:55 ص

جميله جدا بالتوفيق ياندى

أضف ردا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يونيو 10, 2023, 4:37 م

عزيزتي اهلا بك.. شكراً لمرورك العذب مثلك... بالتوفيق لك أيضا... احلى ايمان❤️❤️

أضف ردا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يونيو 19, 2023, 11:40 م

الصراحة أحببت طريقة السرد ناعمة ومتميزة أحببت كثيرا لك أسلوبك الخاص في التعبير واعتبره مبهرا سلمت أناملك

أضف ردا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يونيو 20, 2023, 10:44 ص

شكرا لمرورك العذب وتعليقك اللطيف 💕

أضف ردا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يونيو 20, 2023, 5:24 م

العفو يا عزيزتي

أضف ردا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

قصة جميلة جدا

أضف ردا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

هل تحب القراءة؟ كن على اطلاع دائم بآخر الأخبار من خلال الانضمام مجاناً إلى نشرة جوَّك الإلكترونية

مقالات ذات صلة
نبذة عن الكاتب

كاتبة مقالات وقصص متعددة الأنواع، بأسلوب سلس وجذاب، لبنانية الجنسية، من مواليد ١٩٩٦، مشرفة لمدونة "أنامل عربية" واكتب في مدونة" رواد المتوسط " في قسم "الأدب " واكتب في منصة حلا لقصص الأطفال .