حينما قرَّرتُ ترك عملي خلال ثلاثة أعوام مضت، لم يكن وقتها قد سبق وتمت دراسته بل جاء فجأة؛ نتيجة لتعرُّضي لأزمة نفسية أقعدتني في المنزل.. صحيح أنني فكرتُ مرارًا في ترك عملي رغم أنه يدر عليّ راتبًا مجزيًا، لكني حينها كنتُ أفكر في السكون، وأن أبتعد عن المماحكات التي زادت حدتها في مقر عملي..
كنتُ أتمنى أن يكون قراري حينها قيد التنفيذ، لكن مع الأسف تأخر كثيرًا.. وعندما حدث ما كنت أرغب فيه تغيَّرت أهداف قراري، وأتسأل الآن هل ما حدث معي كان محض صدفة أم يوجد شيء يخبئه لي القدر!
لا أخفيكم أنني في بعض الأوقات أبكي من شدة ما يحدث معي، فأنا الآن لا أجد ما أقتات عليه بعد تركي لعملي الذي أفنيت فيه عمري ما يقارب عقدًا من الزمن.. وأحيانًا أخفي دموعي عن نفسي حتى لا تنهار أكثر .
لا أصدقاء لي يمكن لهم أن يجعلوني أنسى ما ألم بي أو حتى يقفوا معي لأتجاوز أزمتي النفسية.. لكن ماذا عسى أن أقول أو أشرح! فهذا حالي الآن وأنتظر من رب العباد أن يجبر بخاطري.
هكذا تجول بخواطرنا المشاعر، وعندما يعلمها من حولنا ممن يسترقون السمع تجدهم منقسمين بين ساخر ومبتهج، منهم من يرى أن بعدك راحة لهم ليتمكنوا من أخذ فرصتهم ويقعدوا مكانك، والآخر يرى أن ذلك جزاء تستحقه لأنك كنت تخطف الأنظار عنهم، والآن ارحل فالمكان الشاغر سيتم ملأه قريبًا.
لكن رغم هذا وذاك بين ذلك البعد الأليم والقرار الذي ربما لم يكن حكيمًا أو لم يكن قد حان وقته في تلك اللحظة يظل الأمل يحدونا بأن تتغير الأحوال للأفضل، ونتعلم رغم أننا نتألم..
ستشرق شمس القوة في نفوسنا وسنغادر ظلمة الأوجاع ونلج إلى ساحل الراحة الجميلة ونكون بخير، رغم ما أحيط بنا ستظهر لنا بوادر لملة النفس وجبر خاطرها وتكون لنا السعادة لأننا نسعى لها رغم اختلاف صورها، وكلٌ يترجمها بطريقته التي يراها أنها تناسبه.
دُمتم سالمين من كل ما ينغص أو يكدر عيشكم.
ودمتي بخير ❤️
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.