اليوم الأول في الكلية...
ارتدت الطقم الذي اشتراه لها أخوها معاذ، فهي من اختارته معه، واتصلت به فيديو ليراها أول يوم وهي ذاهبة، وخرجت من غرفتها، كان والدها في انتظارها ليذهب معها في ذلك اليوم، فهو لا يريد أن يتركها، مثلما كان يفعل في بداية كل عام دراسي..
اقتربت منه واحتضنته وقالت له: يا أبي، أنا الآن لست تلك الفتاة الصغيرة.
ضحك معاذ وقال ماذا تقولين؟ أنت مهما تكبرين ستظلين في عيون أبي تلك الفتاة الصغيرةـ التي كانت تلهو في كل مكان في هذا المنزل..
ضحكت هي الأخرى، وقالت له: موافقة ولكن بعد هذا اليوم سأذهب دون أحد.. قال لها متفقين..
وذهب معها وكان في قمة سعادته بها، وصلت إلى البوابة فسلَّم عليها ودخلت هي إلى عالمها الجديد، كانت متخوفة قليلاً ولكنها تذكرت كلمات والدتها بالماضي أنها تقدر على فعل أي شيء..
وصلت إلى قاعة محاضرتها، وبدأت في التعرُّف إلى زملاء لها..
كانت تعود كل يوم ممسكة هاتفها وتتحدث مع صديقاتها بالساعات، لاحظ والدها ذلك، ولكنها أبلغته أنها مجرد دردشة بنات..
فهز رأسه وقال لها: أنا أثق في أميرتي وابنتي الحبيبة، وخرج بعدها من الغرفة..
كان أخوها مسافرًا معظم الوقت؛ بسبب ظروف شغله فهو يعمل مهندسًا للنفط والبترول..
…..
ظهر مجددًا ذلك الشخص الذي كان يراسلها وقت حفلة التخرج، وأرسل إليها صورًا من داخل الكلية وهي في قاعة المحاضرات، فحاولت معرفة من يكون ولكنها لم تجد له صورة على بروفايله، فلم تهتم بالأمر وأكملت حديثها مع أصدقائها الجدد..
كان يرسل لها كل يوم رسائل تشبه أبيات الشعر وكلمات تجعل كما يقال الحديد يلين.
أصبحت تنتظر رسالة كل يوم، فهو يرسل لها صباحً ومساءً..
كانت تشعر بالسعادة بسبب تلك الرسائل، وفي يوم أرسل لها أنهه يتمنى أن يتحدث معها ولو للحظات، فرفضت تمامًا، وأرسلت له وللمرة الأولى أنه بإمكانه التحدُّث معها ولكن في الجامعة..
وافق على الفور، وفي اليوم التالي انتظرته طوال اليوم ولم يأتِ، فاتصلت به مساءً وسألته عن عدم مجيئه، فقال لها إن والدته مرضت قليلاً وذهب بها إلى المستشفى، وسيأتي لها غداً..
....
في اليوم التالي ....
استيقظت من نومها وارتدت ذلك البنطلون الواسع والجاكت الوردي الذي تحبه وحذاءها المفضل، فهذا الطقم يجعل جسدها ممتلئًا قليلاً.
خرجت من غرفتها واحتضنت والدها مثلما تفعل كل يوم، بعدها نزلت لتذهب إلى كليتها، وأتتها رسالة منه يقول لها أين سننتظره.
لقد كانت في قمة سعادتها فاليوم ستقابل حبيبها الخفي، وصلت وانتظرته في المكان الذي طلب منها أن تنتظره فيه، بعدها بدقائق معدودة وصل، ابتسم وقال لها: ما أجملك!
التفت خلفها فوجدت أمامها شابًا ممتلئًا قليلاً طويل القامة لديه بعض العضلات.
ابتسمت بخجل فهي ولأول مرة تقترب من شاب...
جلسا معًا وبدأ يحكي لها عن نفسه وعن والدته المريضة وأن ليس لديه أخوه، وهي أيضاً أبلغته عن نفسها..
ومنذ ذلك اليوم.
يتبع ...
مايو 14, 2023, 11:50 ص
في انتظار الجديد...
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.