قصة "حتب بو كمت".. قصص خيالية

"ملعونون هم الذين يقلقون راحة مصر، نيلها أو أرضها ومن يحاول سيقابل الموت... وأما أنت يا فرعون مصر في كل زمان، اعلم أن جيوش أجدادك معك، فقط ابعث نداء لاثنين وعشرين ملكًا من أجدادك حينها ستكون قوتنا لك".

رسالة (حتب بو كِمت) اكتشفت بالجدار الأوسط بالمدينة الحربية القديمة، ورغم أن عنوانها يعني مصر أرض السلام، إلا أن بقية الكلمات هو تهديد شديد اللهجة.

فتحت ميريت عينيها وهي تعلم أنه آخر يوم لها، ارتدت لباسها الحربي وسارت بموكب عظيم كملكة منتصرة إلى أن وصلت إلى أبواب المدينة، إذ كان فرعون وجيشه ورئيس كهنة أنوبيس في انتظارها.

نظر لها الملك أمون بألم لكن هذه مصر، فقدم زوجته فداء لها، صارت ميريت ووقفت أمام التابوت الذهبي ومد رئيس الكهنة عصاه نحوها.

"وأنتِ من الآن ستكونين ملكة لمصر ورأس حربة ضد عدوها، بين يديك تكون جيوشها، وستخضع جنود الزمان لتوجيهك لها، فتنبهي جيدًا لصوت أحفادك إذا ما صار وتم استدعاؤك"

أغمضت عينيها وبشجاعة تمددت في التابوت، وبدأ الكهنة بصب الذهب المسال عليها، ثم وضعوها داخل الحائط الأوسط  المكتوب عليه الأسطورة.

 (حتب بو كِمت) ظل الاسم يتردد في رأس جمال رئيس مصر، فمنذ أن زار المدينة الحربية وأخذ بردية للأسطورة، لكنه لم يهتم إلى أن جاء ذلك اليوم، وبنت دولة سدًّا يقطع النيل عن مصر، وحاولت أخرى سلب سيناء، وأخرى حلايب وشلاتين وكأن مصر غنيمة، تطلع جمال نحو النيل من نافذة مكتبه وهو يستمع للمستجدات، قد أعلن رؤساء خمس دول اتحادهم لضرب مصر، ومهما كان تعداد الجيش الكثرة ستغلب الشجاعة

سيدي الرئيس ماذا سنفعل!

سأله نائبه فلم يعلق، والتفت لبعض الأوراق لعله يجد الحل، حينها وقعت الأسطورة بيده وراح يتأمل كلماتها وبعد صمت أخذ نفسًا عميقًا وقد عقد العزم.

فوجئ العالم بمصر تستعد لحدث عظيم، نقل 22 مومياء لملوك مصر القديمة، ووقف جمال أمام الموكب في تأهب، وإذ ببرق يشق السماء ويضرب المدينة الحربية، فتحت ميريت عينيها، وقد وصل همس كلماته لمسامعها... نيل مصر بخطر، أرض مصر بخطر... ازدادت الكلمات وضوحًا فمدت ذراعيها لتنفض الذهب كالماء وفي ستار الليل تدمر الحائط الأوسط، ووقفت هي وقد تحولت العربات لجيوش مصر القديمة كلها أمامهاـ وكأن البرق الذي انطلق من السماء تحول إلى مس كهربي يسير عبر أرض مصر وأحاطها، وبنهاية تحية الرئيس للملوك كان التأهب، قد رفع جمال عينيه إلى السماء يترجى الله أن يكون ما قام به هو الصواب، ثم أبلغ الرؤساء برده الصارم... لا، لا، شبر واحد من مصر ولا لنقطة واحدة من نيلها.. وكانت ساعة الصفر.

 وقف جمال بزيه العسكري كقائد أعلى لجيش مصر ينتظر وصول القوات المعادية بشجاعة وما أن انطلق أول صاروخ حتى ارتجت الأرض ووقفت ميريت إلى جوار جمال...

لم يكن يراها لكنه يشعر بأنفاسها وقبل أن يصل الصاروخ مدت يدها وإذ بأرض مصر كلها تنتفض بقوة أحاطتها بغيمة من التراب الذي حجب رؤيتها، وكأنه سور لم تصل ولو رصاصة واحدة لأهلها..

رماح انطلقت نحو الطائرات الحربية لتصيب أهدافها من المرة الأولى، وخنادق حفرت فجأة لتقع فيها كافة المدرعات والأسلحة الحربية...

لجأت الدول أخيرًا لسلاحها النووي وأفرغت الطائرة حمولتها، عقدت ميريت جبينها حين شعرت بمقدار القوة المتجهة، التي إذا ما صدتها سيفنى كل إنسان على أرض مصر، لذا وقبل أن يصل رفعت رمحها فانعكس ضوء الشمس إلى حيث تقبع الأهرامات التي ارتفعت من باطن الأرض وكونت غلافًا كهرومغناطيسيًا اجتذب القنبلة وامتصها داخله..

انتظرت خطوتهم التالية لكن ساد الصمت، فتوسطت فرعي الدلتا وبقوة ضربت رمحها على الأرض وإذ بالنيل ينتفض واندفع بقوة من منبعه كرمح صوب البحر، يمحي كل سد يقف أمامه، رفعت ميريت يديها لتنهي الأمر لكن يكفي هذا..

قاطعها جمال، فحنت رأسها احترامًا له كفرعون مصر وانسحبت، ومع انقشاع الغبار وظهور الدمار الذي حل بأعداء مصر.

كانت ميريت قد عادت لتابوتها مع جنودها، وأحاطت الرمال المدينة الحربية من جديد في انتظار استدعاء آخر لها.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

مايو 15, 2023, 2:36 م

محتوى رائع

أضف ردا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

هل تحب القراءة؟ كن على اطلاع دائم بآخر الأخبار من خلال الانضمام مجاناً إلى نشرة جوَّك الإلكترونية

مقالات ذات صلة
ديسمبر 8, 2023, 10:57 ص - سندس إبراهيم أحمد
ديسمبر 8, 2023, 10:28 ص - سمر سليم سمعان
ديسمبر 7, 2023, 7:56 م - محمد عربي ابوشوشة
ديسمبر 6, 2023, 8:20 ص - جوَّك آداب
ديسمبر 6, 2023, 5:38 ص - محمد محمد صالح عجيلي
ديسمبر 5, 2023, 12:07 م - ايه احمد عبدالله
ديسمبر 5, 2023, 6:33 ص - محمد عربي ابوشوشة
ديسمبر 4, 2023, 11:08 ص - محمد عربي ابوشوشة
ديسمبر 4, 2023, 8:21 ص - عائشة محمد عبد الرحمن غريب
ديسمبر 3, 2023, 12:38 م - محمد محمد صالح عجيلي
ديسمبر 2, 2023, 8:31 ص - محمد محمد صالح عجيلي
نوفمبر 30, 2023, 1:12 م - جهاد عبدالرقيب علي
نوفمبر 30, 2023, 9:41 ص - أسماء خشبة
نوفمبر 30, 2023, 9:14 ص - حسن بوزناري
نوفمبر 30, 2023, 6:36 ص - محمد محمد صالح عجيلي
نوفمبر 30, 2023, 6:01 ص - جهاد عبدالرقيب علي
نوفمبر 28, 2023, 7:07 ص - ظافر أحمد أحمد
نوفمبر 28, 2023, 6:48 ص - ظافر أحمد أحمد
نوفمبر 28, 2023, 5:34 ص - محمد سمير سيد علي
نوفمبر 27, 2023, 10:49 ص - أسماء خشبة
نوفمبر 27, 2023, 9:50 ص - محمد عربي ابوشوشة
نوفمبر 26, 2023, 9:14 ص - رولا حسن ابو رميشان
نوفمبر 26, 2023, 8:54 ص - رولا حسن ابو رميشان
نوفمبر 24, 2023, 9:55 ص - زبيدة محمد علي شعب
نوفمبر 24, 2023, 9:03 ص - سفيان صابر الشاوش
نوفمبر 23, 2023, 5:14 م - عبدالخالق كلاليب
نوفمبر 23, 2023, 3:18 م - مصطفى محفوظ محمد رشوان
نوفمبر 23, 2023, 11:13 ص - سفيان صابر الشاوش
نوفمبر 23, 2023, 10:15 ص - سومر محمد زرقا
نوفمبر 23, 2023, 9:11 ص - حسن المكاوي
نوفمبر 22, 2023, 1:01 م - محمد محمد صالح عجيلي
نوفمبر 22, 2023, 9:13 ص - حسن المكاوي
نوفمبر 21, 2023, 5:02 م - أحمد عبد المعبود البوهي
نوفمبر 21, 2023, 6:16 ص - هبه عبد الرحمن سعيد
نوفمبر 20, 2023, 7:07 ص - غزلان نعناع
نوفمبر 19, 2023, 12:12 م - التجاني حمد احمد محمد
نوفمبر 18, 2023, 11:20 ص - مصطفى محفوظ محمد رشوان
نوفمبر 18, 2023, 10:59 ص - جوَّك آداب
نوفمبر 16, 2023, 2:07 م - بوعمرة نوال
نوفمبر 16, 2023, 9:00 ص - زبيدة محمد علي شعب
نوفمبر 14, 2023, 4:49 م - هيثم عبدالكريم عبدالغني هيكل
نوفمبر 14, 2023, 2:00 م - سالمة يوسفي
نوفمبر 14, 2023, 7:57 ص - سيرين غازي بدير
نوفمبر 14, 2023, 6:19 ص - غزلان نعناع
نوفمبر 13, 2023, 7:38 ص - غزلان نعناع
نوفمبر 13, 2023, 6:59 ص - رايا بهاء الدين البيك
نوفمبر 12, 2023, 8:39 ص - محمد محمد صالح عجيلي
نوفمبر 11, 2023, 2:17 م - منال خليل
نوفمبر 11, 2023, 7:49 ص - رايا بهاء الدين البيك
نوفمبر 10, 2023, 12:05 م - خوله كامل عبدالله الكردي
نوفمبر 10, 2023, 9:02 ص - هيثم عبدالكريم عبدالغني هيكل
نوفمبر 9, 2023, 9:49 ص - جوَّك آداب
نوفمبر 8, 2023, 12:36 م - جوَّك آداب
نوفمبر 8, 2023, 9:53 ص - جوَّك آداب
نوفمبر 7, 2023, 9:46 ص - هاجر فايز سعيد
نوفمبر 7, 2023, 9:35 ص - غزلان نعناع
نوفمبر 7, 2023, 5:10 ص - محمد محمد صالح عجيلي
نوفمبر 6, 2023, 11:03 ص - بدر سالم
نوفمبر 5, 2023, 10:20 ص - خوله كامل عبدالله الكردي
نوفمبر 4, 2023, 8:32 م - حنين عبد السلام حجازي
نوفمبر 4, 2023, 3:28 م - ناصر مصطفى جميل
نوفمبر 4, 2023, 2:19 م - بدر سالم
نوفمبر 4, 2023, 10:57 ص - هاجر فايز سعيد
نوفمبر 3, 2023, 7:42 ص - رايا بهاء الدين البيك
نوفمبر 3, 2023, 5:45 ص - ياسر الجزائري
نوفمبر 2, 2023, 9:19 ص - احمد صالح احمد مقبل الصيادي
نوفمبر 2, 2023, 9:14 ص - إياد عبدالله علي احمد
نوفمبر 1, 2023, 3:12 م - احمد صالح احمد مقبل الصيادي
نوفمبر 1, 2023, 11:39 ص - احمد صالح احمد مقبل الصيادي
نوفمبر 1, 2023, 8:10 ص - رايا بهاء الدين البيك
نوفمبر 1, 2023, 6:21 ص - نجوى علي هني
أكتوبر 31, 2023, 7:34 م - فرح راجي
أكتوبر 31, 2023, 7:16 م - فرح راجي
أكتوبر 31, 2023, 7:06 م - احمد صالح احمد مقبل الصيادي
أكتوبر 31, 2023, 6:50 م - فرح راجي
أكتوبر 31, 2023, 6:42 م - فرح راجي
أكتوبر 31, 2023, 1:59 م - أسماء خشبة
نبذة عن الكاتب