قصة حب بائع الورد وفاطمة عاشقة الورد

في أحد شوارع القاهرة القديمة، حيث تتشابك الأزقة وتعلوها المباني العتيقة، كانت فاطمة تمشي ببطء تبحث عن شيء ما ينقذها من الروتين اليومي لحياتها.

كانت تعمل مُدرِّسة في مدرسة ثانوية، ومع كل يوم يمر عليها كانت تحس أن الحياة تسرق منها سعادتها.

في أحد الأيام، أثناء تجولها في سوق خان الخليلي، لفت انتباهها بائع ورد صغير. كان البائع شابًا وسيمًا يحمل ابتسامة دافئة تجعلك تشعر بالراحة.

اسمه أحمد، وكان هذا الشاب يبيع الورد بألوان مختلفة، كل وردة تحمل لونًا، وكل لون يحمل شعورًا مختلفًا. اقتربت فاطمة منه في هدوء وسألته عن ألوان الورود ومعانيها.

تحدث أحمد بفخر عن كل نوع، وأخبرها أن الورد الأحمر يرمز إلى الحب، في حين أن الأبيض يمثل النقاء. التقت عينيهما معًا وفي تلك اللحظة، شعر كل منهما بشيء غريب يربطهما. قرَّرت فاطمة أن تشتري وردة حمراء، وبعد لحظات من الصمت قالت له:

- "أريد هذه، لأنها تذكرني بشيء مفقود في حياتي."

بدأت زياراتها لخان الخليلي تتكرر، إذ كانت تأتي كل أسبوع لشراء وردة، وكان اللقاء يتحول إلى حديث أطول في كل مرة. ومع مرور الزمن، بدأت فاطمة تشعر بأن أحمد أصبح جزءًا من حياتها. كان يتحدث عن أحلامه وطموحاته، وكيف يسعى لتوسيع عمله.

ذات يوم قرَّرت فاطمة أن تعترف بمشاعرها. كان الجو رائعًا، والشمس تغرب بلطف. قالت له:

- "أحمد، أنا أشعر بشيء خاص تجاهك، لم أشعر بهذا من قبل."

وقفت أمامه وقلبها ينبض بشدة في حين انتظرت رده.

ابتسم أحمد وقال:

- "أنا أيضًا أشعر بذلك، ولكن لدينا حياتنا ومشاغلنا، ولا أعرف إن كان يمكننا تحقيق شيء معًا."

لكن فاطمة لم تيأس، وعادت بعد أيام لتجد أن أحمد قد أغلق محله، وعلمت أنه سافر إلى الخارج لتحقيق حلمه.

مرَّت الأيام، وعادت فاطمة إلى روتينها، لكنها لم تنسَ أحمد، فقد تركت الورد الأحمر في قلبها رمزًا للحب الذي لم يُكتَب له الاستمرار. ورغم مرور كثير من الوقت، كانت تحلم بلقائه مجددًا في مكان ما، حيث تتجدد الأحلام وتعود القلوب للنبض من جديد.

فهل ستجمعهما الأقدار مرة أخرى؟ هذا ما كانت تتمناه فاطمة في أعماق قلبها، حيث تظل الذكريات والورد الأحمر يذكرانها بشيء مفقود، لكنها لم تنسَ أحمد ورقة مشاعره، على الرغم من قسوته على نفسه وعليها. وتمنَّت له السعادة وأن يلتقيا يومًا ما.

يا بائع الورد، إن كُنت على عهدك، فحبيبتك منتظرة أن تعود. يا بائع الورد، أنا عاشقة الورد وعاشقتك.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة