انتُخب جحا محافظًا لمدينة الفقراء، وبدأ يفكر فيما سيفعل لتطوير المدينة، والنهوض بها إلى مصاف المحافظات الأخرى التي تتمتع بالرفاهية.
أمر بنظافة الشارع الرئيس، وتجديد الأسفلت فيه، وإقامة الجسور بين الضفة الشرقية والضفة الغربية. وكان يستعين في ذلك بما يقترضه من وجهاء المحافظات الأخرى.
وأخذ يدعو وجهاء المحافظات الأخرى ليروا ما فعله في المحافظة، وبذلك صار من يزور المحافظة يلاحظ أن هناك تغييرًا طرأ عليها.
وفي يوم من الأيام، رأى امرأة عجوز تقف أمام المسجد مادَّة يديها طلبًا للإحسان. فعرف أنه لم يُحسِن من أوضاع المحافظة، وأن هناك من يحتاجون إلى المساعدة.
ونظر إلى الشوارع الجانبية والخلفية فوجد المهملات تملأ الشوارع والحواري والأزقة، فأمر بنظافة المحافظة كلها، وتمهيد الطرقات فيها.
ولكنه وجد أن الحال كما هو، ولم تتقدَّم المحافظة، فقرَّر بناء بيوت جديدة بدلًا من البيوت القديمة والأكواخ، ونقل إلى البيوت الجديدة سكان البيوت القديمة، وأزال تلك النفايات، وأقام مكانها الحدائق الغنَّاء.
واتجه جحا إلى السكان، فوضع كل صاحب حرفة في مكانه؛ الفلاح في الحقول، العمال في المصانع، وكوَّن من بعض الشباب العسس ليحافظوا على أمن وأمان المحافظة.
ثم نظر إلى العجائز من الرجال والنساء، وأمر لهم بكسوة توزع عليهم في بيوتهم الجديدة، ومعاشًا مناسبًا لكل فرد من هؤلاء العجائز.
وسمع حكام المحافظات الأخرى بما فعل جحا في مدينته، وأنه اهتم بالعمران والنظافة وجمال الحدائق، والاهتمام بالفقراء والمساكين، حتى أصبحت المحافظة التي كانوا يسمونها محافظة الفقراء من أغنى المحافظات.
ورأت المحافظات تكريم جحا، فأعطته وسام التفوق، ونيشان التقدم والتفوق في شتى المجالات.
حضر الحفل الذي سيكرم فيه جحا لفيف من كبار رجالات الدولة وعلمائها، وقد حرص جحا على أن يجلب إلى الحفل العجائز والفقراء والمساكين بثيابهم الجديدة.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.