وصال وداعه علي سبتمبر 17, 2023, 9:58 ص

قصة "جبر الخواطر".. قصص واقعية

كانت حبيبة عائدة من مكان عملها ظهرًا، وفي طريقها للمنزل التقت ابنة الجيران سلمى، التي تسكن في الحي نفسه، كانت تحمل حقيبتها المدرسية، ويظهر من محياها الحزن.

سألتها حبيبة ماذا بها، فأجابت أن معلمتها وبختها في الفصل لمستواها المتدني، وأنها لم تعُد تشارك وتحل واجباتها كزميلاتها، وليس لها قدرة على الاستيعاب..

فحزنت حبيبة جدًا للظرف الذي تمر به سلمى، ووعدتها بأنها لن تدخر جهدًا لمساعدتها، وخصصت لها وقتًا تأتي لمنزلها كل يوم بعد فراغها من عمل المنزل لتستذكر معها دروسها وتساعدها على شرح كل ما يصعب عليها من دروس..

ففرحت سلمى فرحًا شديدًا بتقديم هذه المساعدة غير المتوقعة، وأدركت أن ليس الأشخاص كلهم كمعلمتها، ولا يزال يوجد أشخاص يبعثون الأمل في النفوس اليائسة ويتعاملون دون مقابل..

وعدت سلمى حبيبة بأنها سوف تأتي في الميعاد المحدد للدرس..

بدأت حبيبة تستذكر لسلمى دروسها يوميًّا، اجتهدت سلمى في دراستها وحضورها وأوفت حبيبة بوعدها في أن تسهل لها كل صعب..

يومًا بعد يوم تحسَّن مستوى سلمى وزادت ثقتها بنفسها، وأصبحت سلمى تشارك في الفصل وتحل واجباتها بكل سهولة حتى لاحظت المعلمات ذلك..

وجاء موعد الامتحان، وجلست سلمى في الامتحان بثقة، وكانت من المتفوقات ونالت أعلى الدرجات..

هنا ذاع صيت حبيبة بأنها فعلت المعجزة، وأنها استطاعت أن تعبر بسلمى تلك المرحلة الصعبة من اليأس، وتصعد بها إلى مستوى المتفوقين..

أصبح الناس يأتون بأبنائهم لحبيبة حتى الذين لا تعرفهم ويقولون لها سمعنا بقصتك مع سلمى، والآن نطلب منك تعليم أبنائنا ليكونوا من المتفوقين..

صارت حبيبة الآن صاحبة مدرسة، استعانت بمدرسين أكفاء في كل المواد وهي تشرف عليهم وتتابع طلابها بكل نزاهة وضمير..

جبرت حبيبة بخاطر الطفلة المكسورة فجبرها الله جبرًا عظيمًا ورفع شأنها..

استكشف المزيد حول قصة القصص أجمل القصص القصيرة

بقلم وصال وداعه علي

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة