في قرية صغيرة تقع بين الجبال والوديان، عاش مزارع يدعى سالم. كان سالم يعمل بجد في حقله الذي ورثه عن والده. كان الحقل مليئًا بأشجار التفاح والبرتقال والعنب، وكان يعتني بها يوميًّا ليضمن الحصول على أفضل المحاصيل. لكن مع مرور الوقت، بدأت الأشجار تذبل، والأوراق تتحول إلى اللون الأصفر. شعر سالم بالقلق الشديد، لا سيما أنه يعتمد على هذا الحقل لتأمين قوت يومه.
حاول سالم حل المشكلة بنفسه. استيقظ مبكرًا كل يوم، وسقى الأشجار، ونظف الأرض، واعتنى بها بكل ما أوتي من قوة. لكن الحقل كان كبيرًا جدًّا، والأشجار كثيرة، وعلى الرغم من جهوده الكبيرة، فلم تتحسن الأوضاع. بدأ يشعر بالإرهاق الشديد والوحدة، فقد كان يعمل بمفرده طوال اليوم دون مساعدة من أحد.
وفي يوم من الأيام، في حين كان سالم جالسًا بجوار حقله، شعر باليأس. جلس يفكر في الحلول الممكنة، فتذكر جيرانه في القرية، وكيف أنهم دائمًا ما كانوا يتعاونون في الأوقات الصعبة. قرَّر أن يتوجه إليهم ويطلب مساعدتهم.
في اليوم التالي، ذهب سالم إلى كل منزل في القرية، يطرق الأبواب ويشرح مشكلته. كان يقول: "لا أستطيع العناية بالحقول وحدي، الأشجار تذبل وأنا بحاجة إلى مساعدتكم."
الجيران الذين كانوا يحبون سالم ويقدرون جهده، استجابوا له دون تردد. في صباح اليوم التالي، تجمع الجميع في الحقل. كان هناك الشاب القوي الذي يجيد الحفر، والمرأة التي كانت خبيرة في تقليم الأشجار، حتى الأطفال الصغار جاءوا ليساعدوا في جمع الأوراق المتساقطة. كل واحد منهم قدَّم يد العون بطريقته الخاصة.
بدأ العمل بحماس ونشاط. الشباب حفروا قنوات صغيرة لنقل المياه إلى الأشجار البعيدة، النساء قلمن الأغصان المريضة، والأطفال كانوا يجمعون الأعشاب الضارة. أما سالم، فقد كان يُشرِف على الجميع ويعمل معهم بكل طاقته. شعر بسعادة كبيرة عندما رأى الجميع يعملون فريقًا واحدًا، وكأن الحقل أصبح ملكًا لكل سكان القرية.
بعد أسبوع من العمل الجماعي المستمر، بدأت الأشجار تستعيد صحتها. الأوراق الخضراء عادت لتغطي الأغصان، والثمار الصغيرة بدأت تظهر. كان الحقل يفيض بالحياة من جديد، وكل هذا بفضل تعاون أهل القرية. شعر سالم بالامتنان الكبير تجاه جيرانه، وقرَّر أن يقيم احتفالًا صغيرًا ليشكرهم على مساعدتهم.
في يوم الحصاد، اجتمع أهل القرية مجددًا في الحقل، ولكن هذه المرة للاحتفال. وزع سالم سلالًا ممتلئة بالثمار على الجميع، وقال لهم: "لولا تعاونكم ما كان هذا الحقل ليزدهر من جديد. هذا الحقل لم يعد لي وحدي، بل أصبح ملكًا لنا جميعًا."
تلك الليلة، جلس أهل القرية حول النار يتحدثون ويضحكون، وأدركوا جميعًا أن التعاون الجماعي هو مفتاح النجاح والتغلب على أي تحدٍ.
أحسنت قصة جميلة ورائعة
وسلسة الحوار دون حشو🌹🌹
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.