لم يكن العرب يكتبون قديمًا كما نكتب نحن الآن، وإنما أخذ الشكل المستقر الحاليُّ موضعه بعد إضافات كثيرة عبر التاريخ.
قصة تطور الكتابة باللغة العربيَّة
كان ترتيب الحروف أبجديًّا: أ، ب، ج، د، هـ، و، ز، ح، ط، ي، كـ، ل، م، ن، س، ع، ف، ص، ق، ر، ش، ت، ث، خ، ذ، ض، ظ، غ.
(أبجد هوز حطي كلمن سعفص قرشت ثخذ ضظغ)
ثم ضمُّوا كل حرفٍ إلى ما يُشبهه في الرسم، فكان الترتيبُ الأبتثيُّ: أ، ب، ت، ث، ج، ح، خ، د، ذ، ر، ز، س، ش، ص، ض، ط، ظ، ع، غ، ف، ق، كـ، ل، م، ن، هـ، و، ي.
وكانت الحروف بلا نُقَطٍ، فوضعوا النقط: النون من غير نقط أو بنقطة واحدة فوقها، والباء بنقطة واحدة تحتها، والتاء بنقطتين فوقها، والثاء فوقها ثلاث نقط. وأهملوا الحاء، ووضعوا نقطةداخل الجيم، ونقطة فوق الخاء... إلخ.
فعلوا كل ذلك منعًا لحدوث لبس أو تصحيف أو خطأ عند قراءة القرآن الكريم.
فالباء والجيم والخاء والذال والزاي والضاد والظاء والغين والفاء موحَّدين، والتاء والقاف مثنَّيين، والثاء الشين كلاهما مُثلَّث.
والقاف تُكتب بنقطة واحدة هكذا (ف)، والفاء تُوضع نقطتها تحتها، ويمكنك معرفة ذلك إذا نظرت في مصحف المدينة المنورة لقراءة ورش عن نافع.
اقرأ أيضًا ما هي القواميس اللغوية وهل يوجد قاموس إنجليزي عربي؟
اختراع الحركات على الحروف
الهمزة لم تكن تُكتب، فأخذ الخليل بن أحمد رأس حرف العين (ع) وصنع منه صورة حرف الهمزة. وبعض الخطاطين يجعلون حرف الهمزة (أ) المفتوحة كأنها عُكَّاز، فهو يعقف رأس الألف إلى جهة اليسار انحدارًا.
وكما أن هذا الجزء الصغير المنحدر عند رأس الألف يعبِّر عن الهمزة، يُعبِّر هذا الجزء نفسه إذا انحدَرَ من حرف القاف إذا جاءت في آخر الكلمة: قلق.
وكانت الحروف من غير شكلٍ، فاخترع العلماء الضمة والفتحة والكسرة والسكون، وأخذوا شكل الضمة من حرف الواو، فالضمَّة واو صغيرة.
وحذف الألف من "بـٰسم الله الرحمـٰن الرحيم" و"هـٰذا، هـٰذه، هـٰؤلاء" و"لـٰكن". وحذفوا الواو من "داوُد" و"طاوُس". وزادوا ألفًا في "مِائة" و"أنا" و"ذا"(اسم الإشارة)، كما في رأي الكوفيِّين.
وجاءت في القرآن كلمات مثل: شجرة وامرأة بالتاء المبسوطة، وحُذِفتِ الألفُ والواو مِن كلمات كثيرة، وجاءت يَسأل ويَيأس بهمزة على الياء، هكذا: يَيئس، يَسئل.
اقرأ أيضًا اللغة العربية الفصحى وخطر هجرها على الأجيال
قواعد الهمزة
وقاعدة الهمزة الآن هي أنها تُكتب على الألف إذا كانت مفتوحة في أول الكلمة مثل: أنتَ، أيضًا، أمَرَ، أطفالٌ، أبناء، أسماء. وتُكتب تحت الألف إذا كانت مكسورة في أول الكلمة نحو قولك: إيْ، إنَّ، إنْ، إسلام، إعدام، إلَىٰ، إلَّا، إدٌّ، إحنة. وتُكتب الهمزة على الألف إذا كانت مضمومة في أول الكلمة، نحو: أُتيَ، أُخِذَ، أُوذِيَ، أردِيَ، أُسقِيَ، أُهدِيَ.
فإذا كان قبل الهمزة حرف مكسور فإنها تُكتَب على ياء، نحو: جِئْ، فِئ، مُمتلئ، مُبتدِئ، سيِّئ.
وإذا كان قبلها ياء ساكنة وبعدَها تاء مربوطة: هيْئَة.
وإذا كان قبلها ألفٌ ولم يكن بعدَها شيءٌ تُكتبُ على السطر: ماءٌ، جاءَ، ناءَ، سَماءٌ، يُساءُ، صحراءُ، بيضاءُ، حمقاء، عرجاء، بغضاء، كبرياء، إسراءٌ، لأواء، ضوضاء.
واختلفوا في تنوين الأسماء المنصوبة، فبعضهم يضعه على الألف، والأكثر يضعه على ما قبل الألف: رِزقًا، رِزقاً.
واختلفوا في إذًا: هل تُكتَبُ بالنون "إذَنْ" أو بالألف "إذًا"؟
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.