قصة "بين الأحذية حكاية".. قصص قصيرة

ذات يوم، مرَّت امرأة أمام متجر للأحذية، فلفت انتباهها مجموعة من الأحذية الموضوعة عند المدخل، وإلى جانبها لافتة كبيرة مكتوب عليها: "تخفيضات خاصة! خصم يصل إلى 90%!". أثار ذلك فضولها، فأمسكت زوجًا من الأحذية لتفحصه. كان السعر الأصلي مكتوبًا بوضوح: 580 يوانًا، لكن السعر المخفَّض كان مذهلًا، فقد أصبح 58 يوانًا فقط.

لم تصدق عينيها! ارتدت الحذاء وسارت به بضع خطوات، فوجدته خفيفًا ومريحًا، ما دفعها إلى اتخاذ قرار بشرائه على الفور.

بينما كانت تمسك بالحذاء، اقترب منها بائع مبتسم وسألها بلطف:

- "مرحبًا! هل أعجبك الحذاء؟ هل تودين شراءه؟"

أجابته قائلة:

- "نعم، أريد شراءه."

وسلَّمته الحذاء بحماسة، ولكنه فاجأها بقوله:

- "حسنًا، دعيني أتأكد منه مجددًا."

شعرت بالاستغراب وسألته بقلق:

- "تتحقق من ماذا؟ هل السعر خطأ؟"

فردَّ عليها بابتسامة مطمئنة:

- "لا، لا، السعر صحيح تمامًا. أردت فقط التأكد من أنهما الحذاءان المقصودان."

ازدادت دهشتها وقالت له بلهجة متسائلة:

- "ماذا تقصد بالحذاءين؟ هل هناك مشكلة؟"

فأوضح البائع:

- "الأمر بسيط، أردت فقط التأكد. عند النظر إليهما سريعًا، قد يبدو الحذاءان كزوجٍ واحد، ولكن لو تأملتِ قليلًا، ستلاحظين أن هناك اختلافًا طفيفًا في اللون. في الواقع، هما فردتان من زوجين مختلفين. لا نعرف سبب وجود فردة واحدة من كل زوج، لكن وجدنا أن تجميعهما كوَّن زوجًا متناسقًا. وبما أنكِ ترغبين في شرائهما، رأينا أنه من واجبنا إعلامك بالحقيقة لتختاري وأنتِ على بيِّنة. إذا لم يزعجك هذا الأمر، يمكنك شراؤهما، وإن لم ترغبي في ذلك، يمكنك اختيار شيء آخر."

أخذت المرأة الحذاءين وأمعنت النظر فيهما. فعلًا، لاحظت وجود اختلاف طفيف في اللون. لكنها فكرت: من سيلتفت إلى هذا الفارق البسيط؟ السعر مغرٍ، والبائع تعامل معها بصدق وأمانة، ولكن بعد تردد بسيط، حسمت أمرها وقررت شراء الحذاءين.

مرَّت سنوات عدّة، وظل هذا الزوج من الأحذية الأحب إلى قلبها. كلما أبدى أحد أصدقائها إعجابه بحذائها، كانت تروي لهم قصة الحذاءين المختلفين وكيف حصلا على إعجابها بسبب تفاني البائع في تقديم خدمة صادقة. وكلما مرَّت أمام المتجر، شعرت بفضول خفي يدفعها للدخول والتفقد، وكأنَّ المتجر يخفي شيئًا من القصص الجميلة بين رفوفه، إلى جانب الأحذية.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة