بيتنا مسكون. لا بُدّ من الرحيل، بعد سبع سنوات زواج . ولم يُرزق صلاح بأولاد، ، اذاً، الزوجة هي المسؤولة. اخذ يبحث عن زوجة تفوق الأولى في سمعتها و تعاملها و سلوكها. وأهم من ذلك، تخلو أسرتها من الأمراض الوراثية و معروفة بإنجاب الكثير من الأطفال. فوجد شابة حسب الطلب.
وسرعان ما حملت وأنجبت ولداً اسمياه عصام. عندما بلغ عصام سن التاسعة من عمره، استيقظ من النوم وكان فمه بشكل غير عادي. انه منحرف نحو اليمين.
جُنّ جنون صلاح. "ماذا فعلت بالولد؟ هل ضربتيه؟ هل وَطِئْت على رأسه؟" و عصام، وليس أمه، أجاب أنه لا يشكو من شيئ. ولم تضربه أمه ولم تَطَأ على رأسه و لا على يده. وانّ غضَبَ أبيه لا مبرّر له. في هذه اللحظة، سمعوا صوت إناء معدني يسقط في المطبخ.
فهرعت ام عصام الى المطبخ و وجدت كل شيئ على حاله كما تركته بالليل. من اين جاء الصوت؟ ليس لديهم جبران ليسمعوا أصواتهم أو صوت آنِيَتهم عندما تسقط.
"لا يوجد شيء غير عادي." قالت أم عصام. "كل شيء كما هو."
ماذا تقولين؟ كل شيء على حاله؟ هل صحيح أن ما يقوله الناس ..... لا، لا، هذا غير ممكن.... والولد؟ "هل تحس بألم في رأسك؟". وهنا انتبهت أمه و دققت في وجه ابنها عصام. إنّ فمه ملتوٍ. فاحتضنه، وهي تصرخ: "لا بد أن نخرج من هذا البيت اليوم. فم عصام وقرقعة الأواني في المطبخ ... وبالأمس ضاع الملح. وماذا ننتظر، ليكملوا علينا؟"
"أي ملح الذي ضاع؟ لقد نسيتيه على منضدة القهوة. إرجعي وتفقدي المطبخ. ربما إنزلق اناءٌ ما من مكانه."
"إذهب انت. إنّي خائفة."
-"ولكنني لا أعرف مكان كل شيء. حسناً، فلنذهب معاً. و عصام؟"
-"هل تريد أن أتركه لهم لقمة سائغة؟ هيا، يا عصام. معنا، إلى المطبخ... تذكرت شيء. رامي ابن أم حسن. أصابه ما أصاب عصام. سأذهب وأسأل أمه ما فعلت به."
في المطبخ، وجدوا أن ام عصام قد وضعت قدر الألمنيوم في عجالة. مع الوقت، انزلق القدر بعض سنتيمترات وأصاب صينية المنيوم أيضا. وصدر عن الانزلاق والاصطدام الخفيف الصوت الذي سمعوه. "حسناً، انا ذاهبة الى بيت أم حسن ومعي عصام."
-"إجري بسرعة إلى بيت سعدية. ابني رامي كان هكذا بالضبط. يدها و كلامها مبارك. يوم واحد فقط وعاد رامي إلى وضعه الطبيعي." قالت أم حسن وفتحت لها الباب لتخرج.
نظرت سعدية إلى الطفل عصام فعرفت أنه قد أصابته جلطة دماغية. اتصلت بالطبيب من غرفة ألنوم. فقال لها، "أسأليه ان كان يحس بألم. والا، أعطيه 60 حبة مميّع للدم، حبة صباحا و حبة مساءً. و تتحسن حالته و يستوي فمه خلال 24 ساعة. اطلبي خمسمائة دولار."
فعلت سعدية المطلوب وأضافت:"إحبسي حالك معه في غرفة مظلمة. لما تري فمه رجع لوضعه الطبيعي، أشعلوا البخور في الغرفة، اتركوها بضعة ساعات. وبعد ذلك مارسوا حياتكم الطبيعية. وغدا ارجعي بخمسمائة دولار مع الحلوى عندما يرجع فمه إلى وضعه الطبيعي. لا تظنين ان ذلك المبلغ لي.
انه لهم. و اذا ما رجع فمه إلى وضعه الصحيح، أحضريه. لكن مضمون انه سيعود كما كان. بالشفاء إن شاء الله."
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.