كان يا ما كان في قديم الزمان وسالف العصر والأوان وقبل وجود الإنس والجان، يرقة أو دودة خضراء، تزحف على غصن من البان الريان.
ذات صباح جميل، لوهلة أرسلت الشمس أشعتها على البحيرات والبراري، بعد ليلة ماطرة، فتصاعدت أبخرة تتسلل من بين شقوق لزوجة الهواء البارد.
هذا العصر هو حقبة الهالوسين، وكوكب الأرض يُعرف أنه قد صار يافعًا وفتيًّا، ربما هو الآن في اليوم السابع من عمره، وكل يوم من عمر الأرض يقدر بمليار سنة.
في الخمسة ملايين سنة الأخيرة فقط، انتعشت الأرض، وعادت للاخضرار مجددًا، بعد أن كانت قد فسدت جرَّاء عديد من الانفجارات النووية الشديدة في باطنها.
ما أدى إلى هزات وبراكين وأدخنة، تسبَّبت في اختناق وموت أحياء عديدة كالديناصورات العملاقة والأبتاصور والبتروصور الطائر والسوبر تايقر، والتي هي من الضخامة لحد أنها لا تقدر على الاختباء في الكهوف.
لقد غطى الدخان والظلام وجه الأرض قرابة مليون سنة، وبقيت مخلوقات قليلة من عصر الديناصورات.
ولكن هل أخذت الديناصورات في عمليات قتل عبثي ودموي لا مبرر له في مملكة الإله المتوحد، ما أدى إلى انقراضها؟
فمن الملاحظ أن وحيد القرن، الخرتيت، وهو من أقدم الحيوانات الضخمة وجودًا، قد نجى فيما هو يترعرع على الأعشاب.
بينما تحوَّلت الديناصورات التي لم يبقَ لها أثر فيما بعد، إلى مخلفات عضوية، مثلها مثل الأشجار والنبات، إلى نفط.
موخرًا ثبت وجود مجموعة كودونات في الشريط الوراثي للإنسان، الدي إن إيه، تتشابه وكودونات ذباب الفاكهة، الدروسوفيلا، وأن القواعد النيتروجينية متماثلة في النبات والحيوان.
أليس في الأمر ما يبعث على التساؤلات، فيما يتعلق بتشابه القواعد النيتروجينية مع الجن وحتى الديناصورات.
فالإنسان يستسيغ النبات كغذاء، والجن يفكِّر ويعيش بروح قريبة الشبه من روح الإنسان.
كثيرًا ما رأيت كلابًا مبتورة الأطراف نتيجة لحوادث السير أو نتيجة للضرب الشديد، وكثيرًا ما رأيت كلابًا تبتسم، وعميقًا أشعر أن الرفق بالمخلوقات واجب ومطلوب قدر المستطاع.
فعلى الرغم من عدم خلو الإنسان من نزعة الإفادة من الحيوانات بخصوص الأغذية، إلا إنه يوجد هاتف ما في الضمير، ينهى عن القتل العبثي غير المبرر أو السادي.
لقد أوجدت قدرة الإله المتوحد مخلوقات راقية طافت في فضاوات الأرض في الأزمنة السحيقة، وراقبت ما الذي يحصل على كوكب الأرض، كقصة الدماء التي سبقت قصة آدم وإبليس، لوسيفير.
اقرأ أيضًا ضريبة الشهرة.. قصة قصيرة
كان موضوع حقن الدماء عن المفسدين يمثل اتجاهًا عامًا، وكما لو لم يكن للجن دماء لكان من الصعب وجود تناظر واستبطان، يمكن من خلاله التفاهم بين الجن والإنس.
ولكن من المثير ذكر قصة ذات مغزى مشترك الأقطاب، وهي قصة اليرقة والعصفور.
وكانت هذه القصة سابقة على وجود الإنس والجان، فلم يكن يوجد سوى جند الإله المتوحد، الذين هم تلك المخلوقات التي أنشاها الإله من نور، وإلى جوارها الحيوانات والطيور والحشرات والفيروسات.
نزل العصفور إلى الغصن وأمسك اليرقة، فقالت له: دعني أريد أن ألعب.
فقال لها العصفور: لديَّ صغار في العش ينتظرون الطعام وعليكِ أن تستجيبي لحاجتهم فتكوني طعامًا لهم.
فقالت اليرقة: نعم أستجيب بنفس راضية إذا لم تكن الصيصان قادرة على تناول الحبوب كالشعير والحنطة.
فقال العصفور: إنه ليس من عادتي أن آخذ يرقة أو دودة ثم أعبث بها دون أي مبرر يبيح لي أخذها من مكان تواجدها.
فقالت اليرقة: ألم تفكِّر يومًا أيها العصفورفي وجود مخلوقات تنتظر عودتي في مكان ما.
فقال العصفور: إنما أنا مخاطب بما هو ملقى على عاتفي من المهام.
فقالت اليرقة: تخيل لو كنت أنا بحجم أفعى كوبرا.. ما الذي كنت ستفعله حيال هجومي على صغارك؟
فارتبك العصفور وقال: حينئذٍ سأبكي بكاءً تُنصت له كل الأسماع المرهفة.
فقالت اليرقة: ولكن أنا لا أقدر على البكاء.
فقال العصفور: لا عليكِ.. أنا أعلِّمكِ.
فقالت اليرقة: أحب أن أستمع أولًا إلى تغريدك.
فبدأ العصفور بالتغريد، فقفزت اليرقة من داخل فم العصفورفألقتها الرياح في مكان سحيق من الأرض، ولأنها خفيفة الوزن جدًّا، لم تتعرض لأي أذى.
فأحس العصفور أن اليرقة قد خرجت من فمه، ولكنه بقي يدور ويدور أثناء طيرانه قرب ذلك المكان، الذي عنده قفزت اليرقة من فمه، فغرَّد وغرَّد بصوت جميل، حتى عرفت اليرقة أن العصفور قد ندم على قسوته عليها.
اقرأ أيضًا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.