قصة "اليرقة الخضراء وعصفور نعار الكناري".. قصة قصيرة

كان يا ما كان في قديم الزمان وسالف العصر والأوان وقبل وجود الإنس والجان، يرقة أو دودة خضراء، تزحف على غصن من البان الريان.

ذات صباح جميل، لوهلة أرسلت الشمس أشعتها على البحيرات والبراري، بعد ليلة ماطرة، فتصاعدت أبخرة تتسلل من بين شقوق لزوجة الهواء البارد.

هذا العصر هو حقبة الهالوسين، وكوكب الأرض يُعرف أنه قد صار يافعًا وفتيًّا، ربما هو الآن في اليوم السابع من عمره، وكل يوم من عمر الأرض يقدر بمليار سنة.

في الخمسة ملايين سنة الأخيرة فقط، انتعشت الأرض، وعادت للاخضرار مجددًا، بعد أن كانت قد فسدت جرَّاء عديد من الانفجارات النووية الشديدة في باطنها.

ما أدى إلى هزات وبراكين وأدخنة، تسبَّبت في اختناق وموت أحياء عديدة كالديناصورات العملاقة والأبتاصور والبتروصور الطائر والسوبر تايقر، والتي هي من الضخامة لحد أنها لا تقدر على الاختباء في الكهوف.

لقد غطى الدخان والظلام وجه الأرض قرابة مليون سنة، وبقيت مخلوقات قليلة من عصر الديناصورات.

ولكن هل أخذت الديناصورات في عمليات قتل عبثي ودموي لا مبرر له في مملكة الإله المتوحد، ما أدى إلى انقراضها؟

فمن الملاحظ أن وحيد القرن، الخرتيت، وهو من أقدم الحيوانات الضخمة وجودًا، قد نجى فيما هو يترعرع على الأعشاب.

بينما تحوَّلت الديناصورات التي لم يبقَ لها أثر فيما بعد، إلى مخلفات عضوية، مثلها مثل الأشجار والنبات، إلى نفط.

موخرًا ثبت وجود مجموعة كودونات في الشريط الوراثي للإنسان، الدي إن إيه، تتشابه وكودونات ذباب الفاكهة، الدروسوفيلا، وأن القواعد النيتروجينية متماثلة في النبات والحيوان.

أليس في الأمر ما يبعث على التساؤلات، فيما يتعلق بتشابه القواعد النيتروجينية مع الجن وحتى الديناصورات.

فالإنسان يستسيغ النبات كغذاء، والجن يفكِّر ويعيش بروح قريبة الشبه من روح الإنسان.

كثيرًا ما رأيت كلابًا مبتورة الأطراف نتيجة لحوادث السير أو نتيجة للضرب الشديد، وكثيرًا ما رأيت كلابًا تبتسم، وعميقًا أشعر أن الرفق بالمخلوقات واجب ومطلوب قدر المستطاع.

فعلى الرغم من عدم خلو الإنسان من نزعة الإفادة من الحيوانات بخصوص الأغذية، إلا إنه يوجد هاتف ما في الضمير، ينهى عن القتل العبثي غير المبرر أو السادي.

لقد أوجدت قدرة الإله المتوحد مخلوقات راقية طافت في فضاوات الأرض في الأزمنة السحيقة، وراقبت ما الذي يحصل على كوكب الأرض، كقصة الدماء التي سبقت قصة آدم وإبليس، لوسيفير.

اقرأ أيضًا ضريبة الشهرة.. قصة قصيرة

 كان موضوع حقن الدماء عن المفسدين يمثل اتجاهًا عامًا، وكما لو لم يكن للجن دماء لكان من الصعب وجود تناظر واستبطان، يمكن من خلاله التفاهم بين الجن والإنس.

ولكن من المثير ذكر قصة ذات مغزى مشترك الأقطاب، وهي قصة اليرقة والعصفور.

وكانت هذه القصة سابقة على وجود الإنس والجان، فلم يكن يوجد سوى جند الإله المتوحد، الذين هم تلك المخلوقات التي أنشاها الإله من نور، وإلى جوارها الحيوانات والطيور والحشرات والفيروسات.

 نزل العصفور إلى الغصن وأمسك اليرقة، فقالت له: دعني أريد أن ألعب.

فقال لها العصفور: لديَّ صغار في العش ينتظرون الطعام وعليكِ أن تستجيبي لحاجتهم فتكوني طعامًا لهم.

فقالت اليرقة: نعم أستجيب بنفس راضية إذا لم تكن الصيصان قادرة على تناول الحبوب كالشعير والحنطة.

فقال العصفور: إنه ليس من عادتي أن آخذ يرقة أو دودة ثم أعبث بها دون أي مبرر يبيح لي أخذها من مكان تواجدها.

فقالت اليرقة: ألم تفكِّر يومًا أيها العصفورفي وجود مخلوقات تنتظر عودتي في مكان ما.

فقال العصفور: إنما أنا مخاطب بما هو ملقى على عاتفي من المهام.

فقالت اليرقة: تخيل لو كنت أنا بحجم أفعى كوبرا.. ما الذي كنت ستفعله حيال هجومي على صغارك؟

فارتبك العصفور وقال: حينئذٍ سأبكي بكاءً تُنصت له كل الأسماع المرهفة.

فقالت اليرقة: ولكن أنا لا أقدر على البكاء.

فقال العصفور: لا عليكِ.. أنا أعلِّمكِ.

فقالت اليرقة: أحب أن أستمع أولًا إلى تغريدك.

فبدأ العصفور بالتغريد، فقفزت اليرقة من داخل فم العصفورفألقتها الرياح في مكان سحيق من الأرض، ولأنها خفيفة الوزن جدًّا، لم تتعرض لأي أذى.

فأحس العصفور أن اليرقة قد خرجت من فمه، ولكنه بقي يدور ويدور أثناء طيرانه قرب ذلك المكان، الذي عنده قفزت اليرقة من فمه، فغرَّد وغرَّد بصوت جميل، حتى عرفت اليرقة أن العصفور قد ندم على قسوته عليها.

اقرأ أيضًا

-مأساة حرب.. قصة قصيرة

-رزقك يفوق تفكيرك.. قصة مؤثرة

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

هل تحب القراءة؟ كن على اطلاع دائم بآخر الأخبار من خلال الانضمام مجاناً إلى نشرة جوَّك الإلكترونية

مقالات ذات صلة
مايو 30, 2023, 2:20 م - إبراهيم عبد المجيد
مايو 30, 2023, 1:34 م - د . محمد جمعة أحمد
مايو 29, 2023, 9:47 ص - عوض شرار
مايو 28, 2023, 12:20 م - خوله كامل عبدالله الكردي
مايو 27, 2023, 11:50 ص - محمد محمد صالح عجيلي
مايو 25, 2023, 7:54 م - احمد رجب دويدار
مايو 24, 2023, 10:30 ص - محمد محمد صالح عجيلي
مايو 24, 2023, 7:57 ص - احمد ايت علال
مايو 23, 2023, 12:40 م - محمد محمد صالح عجيلي
مايو 23, 2023, 9:12 ص - نسيم سعد الدين
مايو 22, 2023, 2:58 م - مدبولي ماهر مدبولي
مايو 22, 2023, 11:31 ص - محمد محمد صالح عجيلي
مايو 22, 2023, 8:17 ص - حسام طرميز
مايو 21, 2023, 3:43 م - وفاءعبدالمعبود
مايو 21, 2023, 3:34 م - ايمن عبد المنعم محمد موسي
مايو 21, 2023, 9:14 ص - اسامه م السليمان
مايو 20, 2023, 10:26 ص - محمد محمد صالح عجيلي
مايو 19, 2023, 8:57 م - محمد محمد صالح عجيلي
مايو 19, 2023, 3:51 م - هدى أحمد داود
مايو 19, 2023, 3:36 م - أحمد نصر الدين أحمد
مايو 18, 2023, 7:24 ص - وفاءعبدالمعبود
مايو 17, 2023, 11:47 ص - محمد إبهاب الأزهري
مايو 16, 2023, 9:30 ص - سارة الانصاري
مايو 15, 2023, 8:56 ص - وفاءعبدالمعبود
مايو 14, 2023, 8:51 ص - Marian naiem azmy
مايو 13, 2023, 11:43 ص - طارق عبد الحليل الصافي
مايو 12, 2023, 11:30 ص - أسماء السيد خشبة
مايو 12, 2023, 10:58 ص - محمد محمد صالح عجيلي
مايو 11, 2023, 1:09 م - آية فرج زيتون
مايو 11, 2023, 12:49 م - وفاءعبدالمعبود
مايو 11, 2023, 11:31 ص - مارو صلاح صلاح
مايو 11, 2023, 9:21 ص - آية فرج زيتون
مايو 10, 2023, 8:16 م - أسماء السيد خشبة
مايو 10, 2023, 3:58 م - عذراء الليل
مايو 10, 2023, 2:53 م - سداد طالب البغدادي
مايو 10, 2023, 9:43 ص - حقي اسماعيل سلطان
مايو 10, 2023, 7:16 ص - مصطفى جاد ابو العز
مايو 9, 2023, 7:42 م - جمال عبدالرحمن قائد فرحان
مايو 9, 2023, 5:12 م - سداد طالب البغدادي
مايو 9, 2023, 3:28 م - محمد محمد صالح عجيلي
مايو 8, 2023, 4:41 م - أسماء السيد خشبة
مايو 8, 2023, 2:38 م - خوله كامل عبدالله الكردي
مايو 8, 2023, 2:28 م - وفاءعبدالمعبود
مايو 8, 2023, 9:07 ص - مصطفى جاد ابو العز
مايو 8, 2023, 8:39 ص - محمد عبد القادر نوفل
مايو 8, 2023, 6:41 ص - عبدالرحمان ازيض
مايو 7, 2023, 2:57 م - حقي اسماعيل سلطان
مايو 7, 2023, 2:51 م - مجانة يمينة
مايو 7, 2023, 12:07 م - أسماء السيد خشبة
مايو 7, 2023, 10:59 ص - مرهف رياض الحلبي
مايو 7, 2023, 9:13 ص - اسماعيل على لطفي محمد
مايو 6, 2023, 8:24 م - زبيدة محمد علي شعب
مايو 6, 2023, 5:13 م - اسماعيل على لطفي محمد
مايو 6, 2023, 3:20 م - حقي اسماعيل سلطان
مايو 5, 2023, 9:50 ص - اسماعيل على لطفي محمد
مايو 4, 2023, 1:41 م - عبدالرحمان ازيض
مايو 3, 2023, 2:54 م - ياسر إسماعيل منيسي
مايو 3, 2023, 2:50 م - ندى علي خلف
مايو 3, 2023, 1:53 م - عيسى رضوان حمود
مايو 3, 2023, 10:28 ص - أسماء السيد خشبة
مايو 3, 2023, 7:26 ص - جوَّك آداب
مايو 2, 2023, 10:31 ص - آية فرج زيتون
مايو 2, 2023, 8:34 ص - محمد محمد صالح عجيلي
مايو 1, 2023, 8:52 م - أسماء السيد خشبة
مايو 1, 2023, 7:39 م - أماني
مايو 1, 2023, 1:52 م - سارة الانصاري
مايو 1, 2023, 6:54 ص - اسامه سراج خالد
أبريل 30, 2023, 8:00 م - أسماء السيد خشبة
أبريل 30, 2023, 2:11 م - أسماء السيد خشبة
أبريل 30, 2023, 1:09 م - محمد محمد صالح عجيلي
أبريل 29, 2023, 12:58 م - آية فرج زيتون
أبريل 27, 2023, 6:34 م - عوض محمد الجديع
أبريل 27, 2023, 4:56 م - أسماء السيد خشبة
أبريل 27, 2023, 3:13 م - آية فرج زيتون
نبذة عن الكاتب