قصة "الهروب من شبح البدانة".. قصة قصيرة

كان هناك شاب شديد البدانة، إلى درجة أنه بالكاد يستطيع الركض لبضع خطوات قبل أن يلهث ويتوقف من شدة التعب.

أدرك الشاب أنه بحاجة ملحة إلى إنقاص وزنه، لكن طريق فقدان الوزن ليس سهلًا، فهل يا ترى سيتمكن من الالتزام والمثابرة؟

في صباح أحد الأيام، سمع طرقًا على بابه. فتح الشاب ليجد أمامه فتاة رشيقة وجميلة تقف مبتسمة. قالت له: "أنت تريد إنقاص وزنك، أليس كذلك؟". أجاب الشاب متفاجئًا: "نعم، ولكن ما علاقتك أنتِ بالأمر؟".

فقالت الفتاة: "إن كنت جادًا في هذا، فلتبدأ من اليوم بمطاردتي، وإن استطعت اللحاق بي، فسأوافق على الزواج منك". سألها الشاب بحماسة: "حقًّا؟!". ابتسمت الفتاة مجددًا وقالت: "نعم، بالتأكيد".

وما إن انتهت من حديثها حتى انطلقت بالجري بخفة، فانطلق الشاب خلفها مسرعًا. لكنه ما لبث أن شعر بالإعياء بعد بضع خطوات، وراقبها وهي تبتعد عنه بخطوات واثقة.

وفي اليوم التالي، جاءت الفتاة الرشيقة مرة أخرى وطرقت بابه، فانطلق الشاب محاولًا الركض خلفها من جديد. وبهذا، أصبح اللقاء يتكرر يومًا بعد يوم، وشهرًا بعد شهر، ومع مرور الوقت، بدأ جسده يستعيد عافيته ورشاقته شيئًا فشيئًا، وتحول إلى شاب قوي البنية.

وفي أحد الصباحات، قال الشاب في نفسه: "اليوم سأبذل قصارى جهدي، وسألحق بها لأطلب يدها للزواج". وما إن تهيأ لهذه اللحظة حتى سمع طرقًا على الباب. فتح الشاب بلهفة، لكنه فوجئ بأن من تقف على الباب ليست الفتاة الرشيقة التي اعتادها، بل فتاة بدينة، تذكره ببدانته التي كان عليها من قبل. قالت الفتاة بصوت حازم: "أنا أيضًا بحاجة إلى إنقاص وزني. ومن الآن فصاعدًا، سأبدأ بمطاردتك، وإن استطعت اللحاق بك، عليك أن تتزوجني".

شعر الشاب بالذعر من الفكرة، فانطلق يعدو بأسرع ما يمكن، فيما كانت الفتاة البدينة تلاحقه وهي تصيح خلفه: "توقف قليلًا! تمهَّل!"، لكن الشاب لم يكن لديه أي نية للتوقف أو الإبطاء، بل تابع الركض بحماس وخوف.

ومنذ ذلك اليوم، أصبحت الفتاة البدينة تأتي كل صباح لتطارده بعزيمة وإصرار. وهكذا، فإن الشاب الذي كان يومًا ما يعاني البدانة، لم يعد يخشى العودة إليها أبدًا، بفضل تلك الفتاة التي لم تكف عن ملاحقته كل صباح التي دفعت به إلى الحفاظ على رشاقته بنشاط مستمر.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة