في صباح مشمس جميل خرجت 3 نعجات صغيرات، ليلى وسما وهالة للعب قرب أطراف الغابة، حيث الأشجار العالية والعشب الأخضر، كن يلعبن بفرح، يركضن ويتقافزن، ولم يشعرن أنهن ابتعدن كثيرًا عن والدتهن النعجة الحنونة رُبى.
وبينما كن يتجولن في الغابة ظهر لهن ثعلب ماكر، يرتدي قبعة حمراء، ويحمل سلة من التوت، وقال لهن بصوت ناعم:
مرحبًا أيتها النعجات الجميلات تعالين معي لأريكن كوخًا مملوءًا بالحلوى والعسل، فيه ألعاب كثيرة وحديقة سحرية.
فرحت النعجات الصغيرات بالكلام، لكن ليلى النعجة الكبرى قالت: لكن أمي أخبرتنا ألا نذهب مع الغرباء.
رد الثعلب بدهاء: أنا لست غريبًا، أنا صديق أمِّكن، وقد أرسلتني لأصطحبكن.
وقال في نفسه شعرًا:
سأخدع النعجات في لحظة
بكلمة حلوى ونغمة لحن
سألبس قبعة وأحمل توتًا
وأدعي أني رسول الأمن
سأرسم بسمة وجه بريء
وأُظهر لطفًا بلا أي حزن
سأغريهن بكوخ صغير
وفيه حلوى وكنز الفن
وحين يقتربن مني قليلًا
أمسك بهن ولا من يعن
ترددت النعجات لكن الثعلب جذبهن بكلامه المعسول حتى كدن يدخلن في فخه.
في هذه الأثناء شعرت الأم رُبى بالقلق حين لم تجد صغيراتها، فأطلقت صوت نداء عالٍ سمعته كل النعاج في القرية، أسرعت نعاج الجيران سارة وجميلة ورنا وبدأن بالبحث في الغابة.
عندما اقترب الثعلب من النعجات الصغيرات وبدأ يضحك بخبث، ظن أنه سيفوز بخداعه، لكن فجأة ظهرت الأم رُبى ومعها النعاج القويات سارة وجميلة ورنا مثل فرقة إنقاذ شجاعة.
صرخت الأم بصوت قوي: ابتعد عن بناتي أيها الماكر.
لكن الثعلب لم يتراجع، فاندفعت النعاج نحوه بشجاعة، رُبى كانت أول من نطح الثعلب بقرنيها بقوة فوقع على الأرض، ثم قفزت سارة وجميلة عليه من الجانبين ودفعتاه إلى جذع شجرة، أما رنا فوقفت أمام النعجات الصغيرات لتحميهن وراحت تصيح لإخافة الثعلب.
حاول الثعلب الماكر الهرب، لكن رُبى ركضت خلفه ونطحته مرة أخرى، فطارت قبعته في الهواء، وتبعثرت التوتات من سلته.
صرخ الثعلب: آه لن أعود أبدًا أعِدكن بذلك، ثم فر يجري بين الأشجار يزحف أحيانًا وينظر خلفه بخوف، حتى اختفى في أعماق الغابة.
حضنت الأم بناتها بقوة واعتذرن منها وقالت لهن: الثعلب ماكر ولا يجب الوثوق بكلام الغرباء مهما بدا جميلًا، كنَّ دائمًا بجانبي أو أخبرنني أين تذهبن.
رجعت النعاج إلى بيتها بسلام، وتعلمت النعجات الصغيرات درسًا لن ينسينه.
الدرس المستفاد
لا تثق بمن لا تعرفه حتى وإن بدا لطيفًا، فليس كل من يبتسم لنا يريد الخير.
👍👍👍
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.