بعد يومين وصلت بطاقات الدعوة من لورا، وتقرر أن تسافر معنا والدة قمر ووالدتنا، كدنا نطير من الفرح، فبعد أيام سنجتمع مع صديقتنا لنغني ونحقق الحلم الكبير.
كانت قمر تزورنا يوميًّا كي نتدرب، وفي اليوم السابق للسفر أوصتنا قمر ألا نذكر لعائلتها شيئًا بخصوص الغناء وأننا مسافرات لنرى صديقتنا فقط، استغربنا الأمر وســـألتها عن السبب، فتنهدت: لقد خطبنـــــي لؤي أتذكرينه؟ واشترط عليَّ ألا أغني، ووافق بصعوبة أن أسافر لرؤية لورا، لكنه وافق بعد أن تأكد أن أمي مسافرة معي وأنا لا أريد أي مشكلات معه في بداية حياتنا.
صاحت ليا: كيف تقبلين بذاك المتحجر؟ إنه لا يطاق، أيريد حقًا حرمانكِ من الغناء، لمَ ؟ هل هو مجنون؟ كان يحب صوتكِ كثيرًا ويطلب أن تغني ولا تتواقفي، ويلاحقكِ في كل مسابقة كالمهووسين، لو لم يضربه الأستاذ مرة لما توقف عن ملاحقتكِ، الآن يطلب منكِ أن تتخلي عن حلمكِ!
تنهدت قمر: ربما لأنه كان مراهقًا والآن غدا رجلًا، وبات يرفض أن تغني زوجته، ثم وقتها كنت فتاة صغيرة.
ضحكت ليا: لكن أتذكرين؟ كيف ضرب لؤي نوار لأنه جعلك تبكين بعد سخريته من صوتكِ؟
ابتسمت قمر بزهو: أجل، بعد تلك المسابقة بقي نوار في المنزل لأسبوعين ليعالج وجهه من التورم الذي أصابه، ولهذا وافقت عليه.
أمسكتُ بيدها وصحت: ماذا ؟ لهذا فقط لأنه ضرب نوار مرة، أرجوكِ عليكِ رفضه، كما أنكِ ما زلت صغيرة وستجدين الحب والسعادة، وهي بالتأكيد ليست مع ذلك الأحمق.
نظرت قمر لنا: أعرف أنني لا أزال صغيرة والحياة أمامي، لكني أريد تأسيس عائلة، وأيضًا جدي ونوار أقنعا الجميع أنه الخيار الأمثل لي، ولا أمل لي بالرفض.
أمسكتُ رأسي غاضبة: يا إلهي، نوار يريد، نوار يقول، نوار يفعل، كيف أصبح مستبدًا هكذا؟ دعيني أكلمه، أستطيع تغيير رأيه، لا حق له في تقرير مصيركِ هكذا؟ وإن لم يقتنع سأضربه وأقضي عليه تمامًا..
ضحكت قمر ساخرة: إن أقنعت نوار بالقوة، فهل ستطيعين إقناع جدي بالقوة أيضًا؟ سيكون سرنا الصغير، نحن ذاهبات لرؤية لورا فقط وليس للغناء، عدنني ألا تبحن به لأحد..
نظرنا إلى بعضنا ونحن غير مقتنعات، فكيف حدث كل هذا ومتى؟ سألت ليا: بصراحة لا يمكنني البقاء صامتة، وأنا أرى أن نوار يدمر حياتكِ بهذي الطريقة.
أرخت قمر كتفيها وتنهدت: الواقع أن هذا ليس خيار نوار وحده، فأنا أرى أن لؤي ثري وبه بعض النقاط الجيدة لذا وافقت عليه، ومن يدري ربما مع الوقت أستطيع إقناعه بأن يسمح لي بالغناء مجددًا.
رفعت ليا كتفيها وهزت رأسها بقلة حيلة: لا أعتقد أن المتحجر سيسمح لكِ بفتح فمكِ حتى تغني، لكن إن كنتِ ترين جانبًا جيدًا فيه، فلا بأس إنها حياتكِ، أتمنى لكِ السعادة.
ردت قمر: شكرًا لكِ..
كنت أنظر لقمر بشك: أشعر أنكِ تخفين شيئًا ما عنا، قولي الحقيقة قمر.
ابتسمت قمر ببراءة: الحقيقة! ما عساي أخفي؟ هيا يا بنات ما رأيكن أن نذهب للتسوق؟ ونشتري بعض الأشياء لنتمكن من الغناء بحرية في لندن؟
تنهدتُ: كما تشائين، نحن بحاجة إلى تغيير أشكالنا.
فتحت قمر جوالها وقالت: حسنًا انظرا هذه فرقة غنائية أجنبية، اشتهرت في السبعينيَّات، أتريان الفتيات لديهن شعر ملون.
قلتُ: أتريدين أن نصبغ شعرنا؟ لكن شعري قصير وشعر ليا متوسط طول وشعركِ طويل، لن يكون جميلًا فكما ترين طول الشعر لديهن متقارب..
ابتسمت قمر: ما رأيكن بالشعر المستعار؟
ردت ليا: أعتقد أنها فكرة جيدة، لنطلب من لورا شراء الشعر المستعار والملابس من لندن، وكل واحدة حسب اللون الذي تفضله.
قالت قمر: تيا، هلَّا أعلمت لورا بسرنا؟ لا أريد أن يكتشف أمري بآخر لحظة.
أومأتُ بالموافقة، وسألتُ: ها قد أنهينا أزياء الفرقة، والآن ألن نذهب للتسوق يا عروس؟ فهنالك الكثير مما يجب عليكِ شراؤه.
ضحكت قمر مبتهجة: حسنًا فلنذهب.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.