قصة الملاك الصامت الجزء السابع

أغلقت لورا اتصالها، وكنا لا ندري حقًا ما العمل، ساد الصمت ولم ندر ما نقول، حتى قطعت قمر وسألت:

- لا أرى أين المشكلة؟ فلنفعل ما طلبت؟

- رد ليا: من السهل أن تقولي ذلك، أنتِ كنت تغنين وتتدربين أما أنا لم أعزف منذ مدة طويلة، وتيا لم تعد تكتب الأشعار.

اكتفت قمر بالصمت، فلم نكن ندري سبب تصرفها بغرابة غالب الأوقات، زفرتُ:

- لست بحاجة إلى كتابة شيء جديد، سأعدل على أغنية قديمة غنيناها، وستكون الأخيرة لنا، لن نكسر بخاطرها، لنكن معًا للمرة الأخيرة.

- سألت ليا: أي أغنية؟

- أجابتُ بهدوء: الملاك الحالم؟

- صاحت ليا: هل جننتِ؟ نحن لم نتدرب عليها، عندما أديناها في المسابقة كانت المرة الأولى التي نؤديها، وهي طفولية جدًّا.

- أجبتها: لا تقلقي، إني أدرك أننا لسنا صغيرات لنغني عن أحلام المستقبل، ليا ليس لدينا أغنية يمكنني تحويلها إلى أغنية حب سوى هذه.

نفخت ليا بعصبية، ونظرت لقمر:

- ما رأيكِ أن تطلبي من أخيكِ أن يساعدنا على التدريب؟ لديه أفضل فرقة موسيقية الآن.

- ارتبكت قمر: ماذا؟ لا، لا، أعتقد أنه لن سيقبل، لا يزال منزعجًا من تلك المسابقة؛ لذا ما من داع لطلب مساعدته كيلا يسخر منا، حسنًا.

- سألتُ: ماذا؟ هل عقل أخيكِ صغير لهذي الدرجة؟ لقد أصبحت فرقته الأروع والأكثر شهرة، وقد افتتح معهده الخاص، ولا يزال حاقدًا على فرقة زالت من الوجود.

- أجابت قمر: لا أعرف كيف يفكر، لكن ربما لأننا اعترضنا مسيرته الفنية بطريقة ما...

- تنهدت ليا: يبدو أنه لا مفر، لتكن المرة الأخيرة.

بدأنا في اليوم التالي التمرين، كان البيانو يحتاج إلى الضبط، أما قمر كان صوتها مذهلًا، فجلست أعيد كتابة الملاك الحالم، فجعلتها عن الحب وغيرت الاسم لأجنحة الملاك.

كانت ليا تتدرب يوميًا على البيانو بمقطوعات بسيطة وسهلة كي تستعيد أناملها رشاقتها، أما قمر فكانت تتدرب عندما تزورنا فقط.

وبعد أسبوعين بدأنا التدريب على مقطوعة حلم ملاك عاشق، وبطريقة ما بدأ الحماس بالتسلل إلى قلوبنا، وكأن روح فرقتنا استيقظت من سباتها الطويل، أتقنا المعزوفة في وقت قياسي، وبات علينا السفر لأدائها مع لورا، كم كنت أتمنى أن يطول الوقت بنا لنظل نغني كما كنا في طفولتنا.

راسلنا لورا وقالت مبتهجة:

- كنت أعرف أنكن قادرات على ذلك، وأنا لم أخبركن أني رشحتكن لتكنّ ضمن الفرقة، لأنكن كنتن مهزومات، وكان لا بد لي من جعلكن تستعدن روح فرقتنا المدفونة داخل كل واحدة فينا، سأرسل خمس بطاقات سفر في حال أحب أحد أفراد عائلتكن القدوم.

- أجبتُ: ترجمت الأغنية للإنجليزية، سأرسلها لكِ، يمكنكم التعديل عليها إن رغب رئيس الفرقة بذلك.

- سألت ليا: سأعزف أنا على البيانو، أليس كذلك؟

ابتسمت لورا: بالتأكيد، فعازف البيانو والكمان تشاجرا مع روبياس، فتركا الفرقة، أما بالنسبة للمغنين الرئيسيين الذين ستشاركهم قمر هم أليكسا فورد وفيرونا أنغر وأحيانًا روبياس، وعلى الفلوت ماري مونتغومري وأما الجيتار كلاوس أوستن، وبيتر غرين عازف التشيلو، وكانوا يحتاجون إلى عازف كمان فوقع اختيار روبياس عليّ، وإلى أغنية تُضاف إلى أغنية من تأليفه وتلحينه، وطبعًا يحتاج إلى عازف بيانو وعازف كمان بدًا من اللذين غادرا.

- تنهدت: حقًا، فرقة جذابة، هل يتشاجر مع الجميع طوال الوقت؟

- ضحكت لورا: لا، روبياس يحب إنجاز العمل دون أخطاء فقط، عندما تتعرفن عليه ستدركن ما أقول.

- اقرأ أيضاً قصة الملاك الصامت الجزء الأول

- اقرأ أيضاً قصة "الملاك الصامت" ج8.. قصص قصيرة

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

هل تحب القراءة؟ كن على اطلاع دائم بآخر الأخبار من خلال الانضمام مجاناً إلى نشرة جوَّك الإلكترونية

مقالات ذات صلة
نبذة عن الكاتب
مقالات الكاتب الأكثر شعبية
بقلم رايا بهاء الدين البيك
بقلم رايا بهاء الدين البيك
بقلم رايا بهاء الدين البيك
بقلم رايا بهاء الدين البيك
بقلم رايا بهاء الدين البيك
بقلم رايا بهاء الدين البيك
بقلم رايا بهاء الدين البيك
بقلم رايا بهاء الدين البيك
بقلم رايا بهاء الدين البيك