غادرت لورا وبقينا نستذكر أيام الماضي الدافئ معها، فكيف لنا أن نشدو ونشارك بالمسابقات دون أن تصاحبنا لورا على الكمان، لم تعرف أمهاتنا ما العمل؟ فمهما صحبتنا للحدائق نبقى مكتئبات، لم أعد أكتب أشعارًا لتغنيها قمر، فأنا اتجهت إلى كتابة الروايات الرومانسية، وهجرت ليا البيانو.
ولم تعد قمر تغنــي وكأنها فقدت قدرتها على الغناء، وقلَّت اجتماعاتـنا فنحن لا نجتمع إلا يوم واحد عندما نحادث لورا، كان الأمر غريبًا فلدى مغادرة لورا فقدنا الحلم والشغف، كأن الروح غادرت فرقتنا الصغيرة..
مضت ست سنوات وبقيت لورا تحلم بفرقة Pink Stars Goo وفي كل فيديو ترسله إلينا تبدو كأنها أصبحت أفضل من قبل، وتخبرنا أنها تتعرف على موسيقيين كثر من أجل فرقتنا الرائعة .
كنا نساير حلمها كيلا تحزن، ونوهمها أننا ما زلنا على وعدنا بإنشاء الفرقة، وأننا نشارك بالمسابقات، وفي آخر مرة سألتنا: كيف حالكن.. قمر ليا تيا احزرن ..
كنت أشعر بالملل في أثناء جلوسنا نتحدث عن فرقة طفولية، لكن كان هذا الحديث الوحيد الذي يروق للورا، الحلم الجميل الذي لم نشأ أن نحطمه لها.
ردَّت ليا بتململ: ماذا ؟ فزت بجائزة جديدة!
تابعت لورا كلامها: لا ، بل أروع تعرفت قبل أيام على فرقة كبيرة عرضوا عليَّ الانضمام إليهم، فما رأيكن؟
شعرنا بارتياح ستنضم إلى فرقة ما، وتنسى أمر الفرقة الطفولية الغبية، أجبنا باستغراب: ما رأينا؟ بماذا؟
ضحكت لورا بمرح: ما تقصدن بماذا؟ فرقتنا حلمنا؟ يا بنات إنها فرصتنا الذهبية لإنشاء فرقتنا الخاصة.
نظرنا إلى بعضنا وفهمنا أنه حان الوقت لكشف ما حاولنا إخفاءه عنها، تنهدتُ: لورا، سنبقى أصدقاءكِ اللواتي يحببنكِ، لكن نحن لم نقرب الموسيقا منذ غادرتِ، لقد ذبل حلمنا ولم نكن قادرات على إنقاذه، صدقيني حاولت كتابة أشعار الغنائية لكن لم أستطع وكأن مقدرتي سلبت مني، وليا كلما لمست البيانو كانت تنهار باكية، كيف تعزف دون أن ترافقيها على كمانكِ، وقمر لم تعد تغني، لورا لقد انتهت فرقتنا، أكملي الطريق وانضمي لتلك الفرقة، وعيشي حلمكِ .
صاحت لورا غاضبة: ماذا تقلن؟ لا أصدق؟ هل عشت بكذبة طوال هذي السنوات؟ قمر، ليا قولا إنها تكذب.
أشاحت ليا وجهها خجلة ولم تجب، لكن قمر قالت: الحقيقة لقد كنت أشارك بأغانٍ قديمة لنا، وأحيانًا أغاني أخي، فأنا لم أتقبل خسارة حلمنا الجميل؛ لأن ذلك صعب عليَّ.
نظرتُ إليها متعجبة: كيف؟ لمَ لمْ تخبرينا؟
زفرت قمر: بمَ أخبركِ؟ أني أغني دون عزف ليا، أغني شيئًا لم تكتبيه، لم أستطع جعلكن تحزن بسبب عشقي للغناء.
تنهدت لورا: حسنًا ، أنتن محقات، وبما أني من تركت فأنا سأعود إليكن، تعالين إلى لندن الشهر المقبل، سأرسل بطاقات دعوة لكن، ولن أتقبل أي عذر، تيا من فضلكَ اكتبي أي شيء، لا يهم إن كان للأطفال أو الكبار فقط اكتبي، ليا لا أصدق أنكِ هجرتِ آلتكِ، أشعر أنها مشتاقة لكِ وتحنُّ إلى أناملكِ لا تهجريها أكثر اذهبي إليها، وقمر أشتاق لصوتكِ غني من أجلي، أرجوكن قمن بهذا من أجلي، من أجل صداقتنا .
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.