ذكريات..
ضممنا بعضنا، وفجأة شـدَّت قمر أيدينا وهــي تهتف: تعالي معي، سألت ليا: إلى أين تأخذينا؟ ابتسمت قمر: ستعرفين حالًا.. ووصلنا للحديقة العامة، وأردفت قمر: أتذكرن؟ كنا نلعب هنا دائمًا، ونطعم القطط والعصافير.
ابتسمتُ: نعم، كانت أيام جميلة.
ضحكت لورا ساخرة: لكن أكثر شيء أتذكره، طفلة بكاءة وأخرى تضحك بسخرية لأن صديقتهما المتهورة أرادت أن تثبت شجاعتها، فغرقت وقفزت لإنقاذها ثم اكتشفت أن البركة ليست عميقة، وبسببها وبخت بقسوة.
صحتُ: لستُ بكاءة.
وأدارت ليا رأسها معترضة: ولستُ متنمرة.
وهتفت قمر: وأنا لست متهورة، ثم ألا تنسين تلك الحادثة أبدًا؟
ضحكت لورا بمرح: لا أستطيع، فلولاها لما تعرفت على أغلى الأصدقاء الشاعرة الرائعة تيا، والعازفة ذات الأنامل المبدعة ليا، وصاحبة الحنجرة الذهبية قمر.
أردفت قمر: لكني لم أتمكن من الغناء لإصابتي بالزكام بعد أن وقعت ببركة الماء.
ضحكت لورا: قلتِ إنكِ تغنين، وصوتكِ جميل لكني لم أصدق، رغم أن تيا وليا قالتا أنكِ تمتلكين صوتًا ساحرًا، لكني صدقت بعد عيد ميلاد تيا وليا.
قمر: كنا في التاسعة حينها، وفستانكِ الجميل اتسخ بسببي، أنا آسفة .
لورا: لا تقولي هذا، فأنا قمت بواجبي؛ لأني لم أستطع رؤيتكِ تغرقين.
ليا: نعم فلورا سباحة ماهرة.
لورا: وأنتِ تلعبين السلة كالمحترفات، هل ستأتين لتودعنني غدًا؟
ضحكنا بود: أكيد، فأنتِ عزيزة على قلوبنا.
أحنت لورا: أشكركن، لكننا قد نبكي وأريد أن أذكر ابتســامتكن الحلوة، ولا أريد دموعًــا.
ابتسمتُ: لا، سنأتي لوداعكِ، ولن نبكي، لا تنسي راسلينا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وأعلمينا عن أعضاء الفرقة التي جمعتها.
لورا: سأفعل، وأنتن أيضًا جدن أعضاء لفرقتنا، قمر اطلبي من نوار أن يعود إلى فرقتنا.
ردت قمر: لكنه أناني ويريد أن يفعل كل شيء وحده.
سألت لورا: أتنكرين أن صوته رائع؟ ويجيد أي شيء يقوم به..
ابتسمت قمر بمكر: ووسيم وجذاب ومغني وشاعر، والفتيات جميعهن يعشقنه.
شهقت أنا وليا متفاجئات: ماذا ؟ أتحبينه حقًا لورا؟
اتسعت عينا لورا، وصاحت: لا ، أنا فقط معجبة به مثل أي فتاة، فأين الخطأ ؟ وهو كان الأساس بنشأة فرقتنا لكنه غادر ليجد طريقه الخاص، وأعتقد أن فرقتنا ستعود أروع لو دمجنا الفرقتين، فأعضاء فرقته رائعون وعزفهم ممتاز.
في صبيحة اليوم التالين أعددنا الهدايا وقدمناها للورا كانت الضحكة لا تفارق وجوهنا، ثم غادرت مع عائلتها للمطار، فانهرنا باكيات لأننا كنا نكتم ألم الفراق بداخلنا ولم نتجرأ على ذرف دمعة واحدة كيلا تشعر بالحزن، عانقنا بعضنا وعدنا لمنازلنا حزينات لفراق صديقتنا.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.