خرجنا نُهلِّل فرحًا، فقد فزنا بالمركز الأول للمرة الأولى، كنا بغاية السعادة، فقد دنا الحلم منا، كان الأستاذ سعيد بنا وبخاصة لورا، فقال: أحسنتن، أنا فخور بكن، كنتن رائعات، لم تخيبن أملي، كنت مذهلة لورا، أنتِ أفضل من دربت على الكمان حتى الآن، أثق أنكِ ستحققين النجاح أينما كنت.
أردفت لورا باسمة: شكرًا أستاذ، فلو لم تعلمني ما كنت أنجح.
التفت الأستاذ لقمر: عديني ألا تتوقفي عن الغناء، أو تسمحي لأحد أن يحبطكِ، قد ترين صوت أخيكِ هو الأفضل، لكن لديكِ ما يجعلكِ أفضل منه، فأنتِ ترتقين بالأحاسيس لدرجة لا يدركها إلا القليل، أما هو يسعى للمركز الأول وحسب، لذا توقعت له الفشل يومًا أمامكِ، فقط ثقي بنفسكِ واستمري وستشعين كالقمر يا قمر، وسيتسابق الموسيقيون ليلحنوا ويعزفوا لكِ.
ابتسمت قمر بتفاؤل: شكرًا جزيلًا، الفضل يعود إليك، فلولا دعمك لي وتوجيهاتك ما كنت لأصل إلى هذي النتيجة المشرفة.
نظر الأستاذ لنا: وأما أنتما، ليا عليكِ بذل المزيد من الجهد، فمن حسن حظكِ أن أحدًا لم ينتبه عندما عزفت للأغنية الأخيرة، أخطأت بزمن العلامات الأخيرة من المقطع الثاني، لكنكِ تداركتِ الأمر سريعًا.
حَنَت ليا رأسها بخجل: لم أعتقد أنكَ قد لاحظتها، كما أنها المرة الأولى ولم أكن قد تدربت عليها سابقًا، أعتذر .
ابتسم الأستاذ: لأني أستاذكِ فلا بأس، لقد فاجأتني تيا حقًا فأنا لم أدربكن عليها أو ألحنها، وأعتقد أنها بالكامل عملكِ، كان جيدًا لكن أخطأتِ عند بداية المقطع الثالث، ونهاية الرابع لكن الجمهور ظن الأغنية قد لحنت هكذا، هلا أرسلت إليَّ أشعاركِ وروايــــاتــــكِ، فأنا أحب كتاباتكِ كلها وسأكون سعيدًا إن لحنتها ودرستها في المعهد.
أجبتُ بسعادة: بالتأكيد سأفعل، سأعيد تلحينها وأرسلها إليكَ.
ابتسم الأستاذ: سأكون بانتظار إبداعكِ.
هممنا بالمغادرة فاستوقف أستاذ الموسيقا قمر، قائلًا: قمر، قدمي هذه لنوار، إنها جائزة المركز الثاني التي لم يبقَ لاستلامها.
ردَّت قمر: لكنه لن يأخذها هو لا يحب المركز الثاني.
ضحك الأستاذ: فقط قولي له احتفظ بها لتذكركَ بأخطائكَ كي تتلافها مستقبلًا ولا تكررها، انحنى هامسًا في أذنها: اهمسي له وقولي رائع كما عادتكَ يا نوار، لكنكَ أخطأتَ في غناء المقطع الثالث من أغنيتكَ، كان يجب أن ترفع حماسك لأقصى حد، لا أن تفقده في منتصف الأغنية.
ردَّت قمر: تصحح أخطاءه ، حتى بعد أن ترك الفرقة بتلك الطريقة.
ابتسم الأستاذ ونظر نحونا: فتياتي، الأســــتاذ الحقيقي الوفي لرسالته التعليمية لا يســــتطيع رؤية طلابه يخطئون ولا يصحح لهم، ونوار كان أفضل طالب لدي وله محبة كبيرة في قلبي، بلغيه تحياتي، أتمنى لكن الأفضل إلى اللقاء.
ابتسمنا مودعات له، تنهدت قمر: كم هو معلم رائع.
قلت: صدقتِ، أتمنى أن أكون مثله.
سبتمبر 5, 2023, 3:07 م
جميل جدا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.