في بعض الأحيان يجب أن تكون مختلفًا؛ لتثبت نفسك وقدرتك وإبداعك الفكريّ، في المجتمع الَّذي تحكمه العادات والتقاليد كقانون يجب تنفيذه أو الخروج من القطيع وتعتبر حينها عاصيًا، أو بالمفهوم الأصح "متمرّدًا".
هي فتاة بسيطة، ترعرعت في عائلة محافظة جدًا، ومُقَيَّدة بالعادات والتقاليد المعقدة، ولا يعرف أصلها من أين أتت لكي تستطيع التّحكم والسّيطرة بشكل كبير على حياة النّاس، فمنذ صغرها كانت تتميَّز بذكائها الحادّ وشخصيتها الجريئة، فكان النّاس والأقارب يحذِّرون أمّها عن تصرفاتها وعن كيف هي مختلفة عن باقي الأولاد في سنِّها.
كانت لم تدرك بَعدُ معنى ذلك، بدأت تكبُر فازداد عنادها وتطوّرت شخصيّتها الجريئة إلى شخصيّة قويّة لا تهاب، رغم أنَّ أهلها في كل مرَّة يُنبِّهونها عن تصرفاتها إلاَّ أنَّها كانت تفعل العكس تمامًا أو تفعل ما تراه مناسبًا لها.
لقول الحقيقة إنَّ كل ما كانت تفعله هو الصَّواب إلاَّ أنَّه بحكم عيشها في مجتمع مُقيَّدِِ بما يُسمَّى العادات والتقاليد الَّتي توارثت عن الأجداد هي المخطئة وهم على صواب، كانوا ينهونها حتَّى عن فعل ما تحبه، كان ذلك الأمر يزعجها تمامًا فلم تخضع لهم.
أصبحت في سن 18 عامًا، ها قد بلغت سنَّ الرشد ممَّا يعني ذلك أنها أصبحت في مرحلة تستطيع تولي أمر نفسها، أصبحت تعرف مفاهيم جديدة عن المجتمع الَّتي تعيش فيه خلافًا لتلك العادات والتقاليد المسيطرة، إلاَّ أنها تفتحت على أمور أخرى تفيدها، لكن يوجد دائمًا اختلافات وعراقيل تعيق تقدُّم الإنسان نحو الأمام.
كانت قد تعرَّفت على شاب يدرس معها، وبعد لقاءات عديدة معه في المدرسة، حدث ما يسمى بـ "تجاذب" بينهما، فهذا شيء عادي وطبيعيّ أن يحدث في مثل هذا السِّن، لتكون هذه تجربتها الأُولى رغم أنَّ تلك الأَقاويل الَّتي نشأت عليها تُنافي تمامًا ما تفعله اليوم، كانت دائمًا ما تسمع من عائلتها أنَّ الحبّ شيء ممنوع وغير مقبول بالنسبة للعائلات المحافظة وهو ضدّ كل المعتقدات وهو ليس من العادات والتقاليد...
فكان البنات يتزوجن حسب تلك العادات والتقاليد الَّتي بالنسبة لها تُقيِّد حريّة الأشخاص في اختيار الشريك المناسب... فحسب تفكيرها هي كانت تريد أن تعيش قصة حبّ لتنتهي بزواج فكان منافيًا لما يحدث في واقعها... ولكن رغم ذلك تحدَّت تلك العادات والتقاليد فأصبحت في نظرهم منبوذة ولقبوها "بالمتمرِّدة" لأنها كانت تختلف عنهم ولا تشاركهم نفس الأفكار، فأصبحت أسطورة تُحكى...
نوفمبر 25, 2021, 8:21 ص
مقال رائع
ارجو ان تقرأ مقالتي وتعطيني رأيك
نوفمبر 25, 2021, 2:22 م
شكرا جزيلا
نوفمبر 26, 2021, 4:01 م
جميل ورائع وابداع متواصل
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.