كانت حكاية الشابة مليئة بالأسرار والتحديات، حيث إنها تركت بلدتها الصغيرة وسافرت إلى فرنسا؛ لإكمال دراستها الجامعية، لكنها تعرَّضت لحادث سير مروّع خارج الحرم الجامعي الذي تدرس به، مما أسفر عن إصابتها بكسر في الساق وكدمات عدّة في جسدها.
بعد شهور من العلاج والرعاية، بدأت الشابة في الشعور بالخمول والملل، فقرَّرت الارتياد الغابة المحيطة بالجامعة بحثًا عن التحدي والإثارة، إلا أن ما حدث لها كان أشد إثارة ومغامرة من ما كانت تتوقعه.
في لحظة انشغالها بنظرتها المحبوسة في الأفق، شعرت بيدٍ تحاصرها من ورائها، وبعدها غمرها الخوف، ولم تستطع تحريك أي عضو من جسدها حتى بدأت تسمع صوت الشخص الذي وضع يده على كتفها، وهذا الصوت الذي كان مرعبًا، جعلها تنبعث منها الشجاعة لتتحرَّك وتنطلق في الجري بأسرع ما يمكنها.
وبعد الهرولة مدة نصف ساعة، وصلت إلى قلعة مهجورة، وللأسف لم تمنع الأمانة الأكبر به من الدخول لهذه الأرض المهجورة، وحين دخلت إلى القلعة رأت أنها مختلفة عن باقي القلاع التي زارتها، فهي كانت محاطة بالظلام والهدوء وكأنها تحمل قصة غامضة.
بدأت الشابة تمشي داخل القلعة، فسرعان ما لاحظت أشياء غريبة ومخيفة، كالحائط المحطم والخرب والنوافذ المكسورة والألغاز المترامية الأطراف في كل مكان، وإيماءات غامضة ورسومات تخفي بداخلها مفاتيح انفجارات.
بدأت حينها الشابة تسترشد بالشعور والحدس، فالقلعة تلمح عجبًا سهابًا، فقد انتشرت في الهواء أصوات التفجير الصغيرة لتصب لتصبح بمثابة تحذير لها، لكنها لم تستسلم وأكملت البحث بحثًا عن شيء ما. وفي النهاية، وجدت مفتاحًا صغيرًا ملفوفًا في ورقة، كانت هذه الورقة تحمل عبارة "الحرية هي سعادتي الحقيقية".
تفتح المفتاح الباب الموجود في الجدار المحطم، فتذهب داخل الغرفة التي تم وصفها في الرسالة. تتأمل بإعجاب في الأشياء الحرفية المعروضة هناك، وسرعان ما تنتبه إلى وجود مجسم صغير مكتوب عليه "عقل". تركض الشابة لتحمله، ولكن بمجرد لمسه، تفجرت النار المشتعلة في الغرفة وانهارت على رأسها كالمطر.
لحظات لا تنتهي من الشعور بالألم، تمتلئ بها الشابة قبل أن تستيقظ، وتجدها ترتدي ملابس واقية مختلفة قطعًا. تطل الشابة من النافذة وترى المدى الذي استطاعت فتاة سابقة أن تتسلل إليه، معتقدةً أن هذه المجموعة من النساء يمتلكن حريتهن الخاصة وخلافاتهن، وعلى الرغم من أنهن يواجهن العديد من العقبات والتهديدات، فإنهن يستمرون في المقاومة والعمل من أجل تحقيق المساواة والحرية.
الشابة ترفع عينيها وتنظر إلى السماء، وتستنشق الهواء النقي والحرية الخالصة التي تشعر بها الآن. إنها تدرك أن عمل المجموعة ضروري لتحقيق العدالة، وأنها جزء من هذه المجموعة.
فتحس بالإلهام يتدفق في عروقها وتقرر الانضمام إلى هذه الحركة المشوقة. تتوجه الشابة إلى داخل الغرفة مجددًا، وتنظر إلى المجسم الذي جاء توًا من النار، الذي تمكنت من الحصول عليه بعد انفجار الغرفة.
تنظر إلى المجسم وتقرر أن تأخذه معها في رحلتها الجديدة، وهو شيء يمثل الحرية والتحرير والثورة النسائية.. تخرج الشابة من الغرفة وتغلق الباب خلفها، تحمل المجسم الصغير بين يديها، وتنطلق في رحلة جديدة مليئة بالأمل والتحديات والنضال من أجل المساواة.
يونيو 11, 2023, 6:57 م
رائعة جدا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.