فرح راجي سبتمبر 17, 2023, 7:49 ص

قصة "القرية السعيدة".. قصص قصيرة

عاشت امرأة عجوز في قرية صغيرة، وكانت هذه المرأة من أكثر الناس حزنًا وتعاسة على وجه الأرض.. فالقرية كلها لم تكن تُفضل الحديث أو التعامل معها، حتى عائلتها سئمت من أسلوبها وسلبيتها..

فكان من غير المألوف أن يجتمع الفرح والسعادة في حضورها، ولطالما كانت مكتئبة تشتكي حالتها الصعبة لمن حولها..

وكلما مرت الأيام يومًا بعد يوم، ازدادت تعاسة هذه المرأة وأصبحت كلماتها مسمومة مذمومة، لدرجة أن الناس صاروا يتجنبونها ويهربون؛ لأن حزنها بات مُعديًّا مُضرًا.

وكانت المفاجأة أن وباء التعاسة قد انتشر في الأرجاء، وأحدثت طاقة سلبية لدى القرية بأكملها! فصار الناس فزعين يشتكون حالهم وقلة قوتهم مع أن الخير وفير، والقرية مليئة بالخيرات، لكنهم لم يعودوا يرون أي شيء صالح للحياة، حتى الكلمات الطيبة اللطيفة لم يكونوا يسمعونها؛ الأنهار يرونها جافة، السماء يرونها سوداء، والأرض جرداء، والحقول جوفاء..

لكن القدر شاء أن يخرج أهل القرية من محنتهم، وأراد لهم أن يبصروا جيدا ليروا النعيم الذي كانوا عنه غافلين.. فحدث شيء لا يصدق!

كان لدى أحد كبار القرية ابنة أخ قادمة من دولة بعيدة.. وقد سمعت كثيرًا عن لعنة المرأة العجوز وسلبيتها، وحذروها من المجيء لكنها رفضت وأصرَّت على إنقاذهم.

وصلت الفتاة الشابة إلى القرية ونادت بأعلى صوتها: "يا أهل القرية، يا أهل القرية الخيرة، اسمعوني، أحضروا لي، جئت لأريكم ما غفلتم عنه.. هذه الأرض الخير يعمها، والسماء صافية والأرض خضراء.. أفيقوا أرجوكم!"..

لم يصدقها أحد ونظروا إليها نظرة تشاؤمية لكنها لم تستسلم، عندما أداروا لها ظهورهم صاحت بأعلى صوتها: أرجوكم تذكروا معي كم مرة أكلتم من ثمارها وحصدتم قمحها.. الخير وفير ألا تنظروا!

ردَّ عليها أحدهم: أصابنا العمى لم نعد نرى شيئًا.

فقالت له: سأرد إليكم بصركم! تعالوا معي..

طلبت منهم أن يلحقوها فأخذتهم إلى النهر وتوسَّلت إليهم ليجلسوا فيه.. وبعد جلوسهم انهال المطر من كل صوب.. وكأن الغمام قد زال عنهم بلحظة واحدة..

صاحوا فرحين سعداء لعودتهم إلى الحياة، فأما الفتاة الشابة فقد عُينت ملكة عليهم، وأما العجوز فقد بنوا لها بيتًا خارج القرية وأرسلوها إليه ليرتاحوا من شؤمها.

وهكذا عاش أهل القرية ببهجة ورخاء وتنعموا بخيرات أرضهم وحياتهم من دون سلبية وتشاؤم..

إذا أعجبتكم القصة تابعوني لأكتب المزيد.

بقلم فرح راجي

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

تعليقات

أ . عبد الشافي أحمد عبد الرحمن عبد الرحيم

سبتمبر 17, 2023, 9:50 ص

تفاءلوا بالخير تجدوه .. أحسنت فرح

أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

فرح راجي

سبتمبر 18, 2023, 7:36 ص

أشكرك أستاذ

أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة