قصة "الفيدورا: أسطورة البوابة المضيئة".. قصة قصيرة

في ليلةٍ تنفَّست فيها الأرضُ بصعوبةٍ تحت غطاءٍ من الظلام، وارتعشت النجوم كأنها تهمس بأسرارٍ لا يفهمها إلا قلبٌ عاشقٌ للغموض، انبثقت من قرارة الغابة وجبها صرخةٌ غامضةٌ أفاقت الأرواح الهادئة في البرزخ وأذابت الحدود بين الحلم والواقع. في ذلك الوقت، كان القدر يستعدُّ لنسج خيوطه حول مصيرٍ فذٍّ لم يكن كمثله مصير من قبل، وحكايةٍ وُلدت من رحم العدم لتُغيِّر ملامح العوالم جميعها.

كان "آدم"، الرجل الذي أرهقته الحياةُ بجبالها الشائكة، يتجول في غابة بعيدة، غابة رويت عنها قصص كأنها الخيال نفسه، فلم يصدقها أحد إلا آدم الذي لم يكتفِ بتصديقها، بل انطلق نحوها هاربًا من بؤس عالمه الذي لم يمنحه يومًا واحدًا من السلام. ساقته أقدامه المُنهَكة إلى كهفٍ مخيفٍ يلتف حوله ضبابٌ كثيفٌ ليصنع له رهبة، وكأنما يحرسه سرٌّ منسيٌّ منذ آلاف السنين.

وقف عند مدخل الكهف، يتردد بين رغبته في الفرار ورجفة قلبه المتحمس التي دفعته للداخل. مع كل خطوةٍ خطاها، كان الظلام الدامس يشتدُّ، وصوت الريح يتحوَّل إلى أهازيج وهمساتٍ غريبة بلغاتٍ لم تسمعها قط أذن بشرية من قبل. وبينما كان يتحسس الجدران الباردة بأصابعه المرتعشة، تعثرت قدمه بصخرةٍ صغيرة، لتنفتح أمامه فجأة بوابةٌ مضيئة بددت كل سواد.

وجد نفسه في عالمٍ لا يشبه أي شيءٍ عرفه، سماءٌ بألوانٍ تتراقص كلوحة ساحرة لتتيم الأعين بها، وخلائق غريبةٌ بعيونٍ لامعة ترحِّب به بلطفٍ مهيب. كانت المملكة تُدعى "ألفيدورا"، أرض الأحلام المخبأة، حيث كل شيءٍ ينبض سحرًا.

في "ألفيدورا" عاش آدم أيامًا لم يظن أنها قد تكون من نصيبه ذات يوم. تعلَّم فنونًا لم يعرفها البشر، وركب تنانين عملاقة تعبر به الجبال، وشارك في معارك عظيمة إلى جانب محاربين أسطوريين حتى خُلِّد اسمه في تاريخهم. لكن، كانت المملكة تخبئ له أيضًا اختبارًا صعبًا؛ فقد كان عليه مواجهة ظله، خوفه القديم، وقراره الأكبر... هل سيبقى في هذا العالم المثالي، أم يعود ليواجه واقعه الذي تخلى عنه؟

وهكذا، بدأت أعظم مغامراته، حيث كان كل يومٍ يحمل مفاجأةً جديدة وأسطورةً تُكتب في مخطوطاتهم التاريخية باسم "آدم" المغامر الذي وُلد من رماد المعاناة ليُصبح بطلًا في مملكةٍ لم تكن يومًا على خرائط البشر.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة