قصة "الفتى إلياس - استمع إلى صوت قلبك".. قصص قصيرة

ذات يوم، كان هناك طفل صغير يدعى إلياس، ذا شعر أسود حالك وحدقتين سوداويين وبشرة بيضاء ناصعة، جالسًا قرب شجرة كبيرة في منطقة مشجرة قريبة من منزله في الجبال.

كان يلعب بالطين ويصنع شكلًا معينًا. كانت الغابة خضراء ناضرة صغيرة، تعج بأصوات الحيوانات، من زقزقة العصافير، ووزيز السناجب، وصياح القرود.

كان صوت حفيف أوراق الشجر واضحًا، وصوت خرير الماء عاليًا، في حين كان الصغير ينحت بيتًا صغيرًا بتركيز شديد. في كل مرة ينتهي فيها من رسم تفصيل من تفاصيل البيت، يرفع رأسه ويديه الضئيلتين بفخر، ويمسحها بملابسه البيضاء.  

سَحب ماء أنفهِ، ثم خَفَضَ رأسه ليتابع نحت بيته الصغير. انتهى من صنع بيت جميل، ثم نهض على عجل وبدأ يكتشف المكان بحثًا عن ماء قريب لغسل يديه من الطين.  

نظر حوله وبدأ يلتفت يمينًا ويسارًا، وبعد قليل من البحث، اكتشف نهرًا صغيرًا يتدفق بين الأشجار وتحيطه نباتات كثيفة.  

كان الماء يبدو هادئًا وراكدًا. اتجه نحوه مسرورًا بيدين معلقتين في الهواء ملطختين بالطين، ولكنه توقف عندما سمع صوتًا مخيفًا: "اقترب من الماء لتغسل يديك!". 

توقف إلياس، وشعر بقشعريرة تسري في ظهره. "من هناك؟" سأل بصوت خافت. "أنا النهر"، أجاب الصوت، "اقترب أيها الصغير!"  

بدأ قلب إلياس يخفق بسرعة، ولم يشعر بالاطمئنان. انطلق باتجاه مصدر الصوت، لكنه تمهل للحظة. 

تذكر إشارات قلبه، ذلك الصوت الداخلي الذي كان دائمًا ما يوجهه. 

"لا، لا يمكن أن يكون النهر يتحدث"، فكر إلياس. 

في تلك اللحظة، رأى ظلًا كبيرًا يطفو تحت سطح الماء. كان تمساحًا كبيرًا يراقبه من الأسفل بنظرة جائعة.  

دون تردد، قرَّر إلياس أن ينصت إلى قلبه، الذي كان يخبره بالابتعاد فورًا.  

وبسرعة، استدار وركض مبتعدًا عن النهر، إلى خارج الغابة.  

عندما وصل إلى منزله، هدأ قلبه تدريجيًّا.  

أدرك أنه في بعض الأحيان، علينا أن نثق بصوت قلوبنا، حتى لو كانت الأصوات من حولنا تبدو جذابة.  

كانت تلك التجربة درسًا مهمًّا له، وأدرك أنه يجب أن يكون دائمًا حذرًا وأن يستمع إلى نفسه.  

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة