قصة الغناء المصري .. زرياب أول نجوم الغناء

يؤكد المؤرخون أنه بفضل زرياب حقق الأندلس تفوقه الموسيقي الذي عُرف عنه وما زال معروفًا به تاريخيًّا حتى اليوم.

فقد اخترع زرياب -العراقي الأصل- في الأندلس مجموعة من الآلات التي استخدمت قديمًا، ودرَّب العازفين على مختلف آلات النفخ والآلات الوترية والضرب على الدفوف والطبول.

اقرأ أيضًا الذاكرة الشعبية وأعلام الغناء الشعبي السوري... المطرب الفنان إلياس حاصود المعروف أبو سهيل

هل هي صدفة؟

قد تكون صدفة -وقد لا تكون- تلك التي جعلت فيلم «آيس كريم في جليم» الذي أدى ببطولته عمرو دياب منذ سنوات قليلة يبتكر شخصية اسمها «زرياب».

قام بتجسيدها الممثل الرائع علي حسنين، الذي أدى شخصية ملحن موسيقي يسعى لتطوير الغناء، ويساعده الشاب الفنان (سيف) الذي أدى دوره عمرو دياب، وكان معهما في الوقت نفسه الشاب اليساري والشاعر الثوري (نور) الذي لعب دوره الفنان أشرف عبد الباقي.

وكان يضع الغطرة الفلسطينية على كتفيه، ويحاول طوال الوقت أن يقنع الجميع بأن لديه كلمات أخرى جديدة متطورة يمكنها أن تحرك الشارع وتناسب أحواله وظروفه المعيشية والاجتماعية.

وللحق وإنصاف الموهوبين فإن الشاعر الغنائي والسيناريست مدحت العدل تألق في حوار الفيلم وأشعاره على نحو لافت.

اقرأ أيضًا مصطفي كامل و معالجة ظاهرة مطربي المهرجانات

رصيف نمرة 5

رصيف نمرة خمسة والشارع زحام - وساكت كلامنا.. ما لاقي كلام - تسالي يا خال.. تدخن يا عم - تتوه المعاني.. في لسانى لجام - كلاكس التروللي بيسور وداني - وشحتة المزين بياكل وداني - يا نادي باريس تعالى وحاسبني - وجدول ديونه عشانه وعشاني.

إن ما يعنينا من الصدفة هو أننا سنتخذ من «زرياب» -الحقيقي- بداية لمحاولة تحقيق تاريخ تطور الأغنية العربية.

لقد كان زرياب منذ أكثر من ألف سنة مغنيًا وملحنًا مشهورًا، وصاحب مدرسة متفردة لتعليم فنون الموسيقى والغناء، وقد حقق شهرته الواسعة في مصر والشام وتونس والمغرب.

وقد بدأها -أي شهرته- من قصر هارون الرشيد، ذلك القصر الذي شهد أكبر مساندة وتشجيع لأصحاب المواهب من أهل الأدب والفن.

ويوم أن حاول زرياب التجديد في طريقة الغناء واللحن العربي، ما كان من الموسيقيين المحافظين إلا أن أعلنوا عليه الحرب، فهاجر إلى قرطبة عاصمة الأندلس.

اقرأ أيضًا 6 ممثلات مصريات خضن تجربة الغناء مع التمثيل

الفنان النجم

ويؤكد المؤرخون كذلك أنه بفضل زرياب حقق الأندلس تفوقه الموسيقي الذي عرف عنه وما زال معروفًا تاريخيًّا حتى اليوم.

فقد اخترع زرياب العربي في الأندلس مجموعة من الآلات التي استخدمت قديمًا، ودرَّب العازفين على مختلف آلات النفخ والآلات الوترية والضرب على الدفوف والطبول.

ليس هذا فقط، بل إنه استطاع أن يكوِّن أول أوركسترا عربي له قواعد وأصول.

وافتتح زرياب أكبر مدرسة لتعليم العزف وتدريب الأصوات، وكان يختبر الأصوات قبل ضمها إلى مدرسته، وعلَّم عدد من المغنين والمغنيات.

اقرأ أيضًا عمرو دياب العنيد مازال على قمة هرم الغناء

صانع الموضة

الطريف أن زرياب أصبح هو «موضة» الأندلس وقتها.. أصبحوا يقلدونه في ملابسه ومشيته وطريقة تصفيفه لشعره.. تمامًا كنجوم هذا الزمان.

باختصار كان زرياب هو أول مغنٍّ «نجم» في تاريخ الغناء العربي، فحقق العالمية في عقر دار أوروبا، حيث يُنسب إليه فضل ابتكار فن التواشيح.

هذه المعلومات التاريخية ليست ردًّا على فيلم (آيس كريم في جليم) للمخرج المبدع خيري بشارة ولا مدحت العدل الذي كتب الحوار لتلك القصة الجميلة التي أبدعها الروائي الكبير محمد المنسي قنديل ووضع لها هذا السيناريو المتميز، ولكنها بداية لنظرة شاملة على تاريخ الغناء والموسيقى المصرية.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة