في أثناء المشي في ضواحي إحدى المدن، رصد صانع ساعات عجوز ساعة على جذر شجرة بلوط، وكانت هذه الساعة ذات عقارب ذهبية وأرقام من الأحجار الكريمة، لكنها لم تكن تعمل، فأخذ رجل الساعات العجوز الساعة إلى المنزل لإصلاحها، لكن حدثت المفاجأة..
في تلك الأيام، وفي كل ساعة، كان يوجد قزم يحرك التروس ويطرق بمطرقة، تيك توك، تيك توك. لكن هذه الساعة لم يكن بها قزم، فتذكر الرجل العجوز على الفور أن لديه قزمًا كان في ساعة أخرى سحقها سيده بالخطأ. وفعلًا، أصلح الرجل العجوز الساعة ووضعها أمام النافذة على أمل أن يأتي صاحبها من أجلها.
وفي أحد الأيام، دخل إمبراطور البلاد متجر الساعات وشاهد الساعة وأُعجب بها واشتراها، ووضعها في حجرة العرش. وبقيت الساعة في مكانها في غرفة الملك منذ ذلك اليوم، إلى أن حدث شيء مثير للفضول.
فعندما جاء النبلاء إلى القصر وهم يشتكون من إزعاج الفلاحين، دعاهم الإمبراطور إليه مدة ساعة للتحدث عن معاناتهم، ولكن منذ أن أحضر الساعة وبدأ النبلاء يخبرونه شكواهم، لم تمر دقيقة واحدة حتى أظهرت الساعة أن الساعة التي أتاحها الإمبراطور قد انقضت فورًا، ولم يستطع النبلاء إخبار الإمبراطور بشكواهم وغادروا غاضبين.
وفي اليوم التالي، عندما أتت أرملة تتهم النبلاء بالغش والسرقة منها، لم يسمح لها الإمبراطور بالشكوى إلا مدة دقيقة واحدة، لكن الساعة ذات العقارب الذهبية جعلت هذه الدقيقة كأنها أبدية لا تنتهي إلا بعد أن تقول الأرملة كل ما كان يدور في خلدها.
وعند رؤية كل هذا، ذهب النبلاء إلى الإمبراطور للشكوى من أن الساعة لم تكن تعمل جيدًا، وأنها لم تمنحهم فرصة للتعبير عن مظالمهم.
وعندما سمع الملك هذا، دعا صانع الساعات ليأخذ الساعة لإصلاحها، وعندما عاد صانع الساعات إلى المنزل، أخرج القزم وسأله عما يحدث، فأخبره أن لديه قلبًا يحب الفقراء ولا يحب النبلاء الجشعين! ومن ثم، بالنظر إلى مَن يتحدث أمام الإمبراطور، كان يجعل الساعة تسير أسرع أو أبطأ.
لقد فهم الحِرفي القزم لأنه كان لديه قلب أيضًا.
وفكَّر صانع الساعات في كيفية حل المشكلة، فاستعان بقزم حديدي بلا قلب لضبط الساعة وتشغيلها، وأُخذت الساعة إلى القصر ووُضعت في المكان نفسه، وبدأت تعمل مرة أخرى كما كانت من قبل، تسعد النبلاء وتزعج الفقراء.
أخيرًا، مع تقدم العمر، انتقل أقزام الساعات إلى أرض القصص فقط، وأخذ مكانهم الأقزام الحديدية بلا قلوب.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.