قصة "السارقة".. قصص قصيرة

في الثانوية نجد مقعدًا فارغًا يطلُّ على النافذة داخل قاعة الدروس، تدخل فتاة وتجلس على هذا المقعد، تبدأ الحصة وتنادي المعلمة على أسماء التلاميذ؛ لتسجيل الحضور. تنادي باسم "ندى"، فتقول الفتاة صاحبة المقعد ذاك "حاضرة".

تنتهي الحصة، وتبدأ ندى بجمع أغراضها، لكن قبل أن تذهب تعترض طريقها فتاة، قائلة لها:

هل أحضرتِ النقود التي أوصيتك عليها؟

تقول لها ندى إنها لن تستطيع أن تحضر النقود في الوقت المناسب؛ لأن المبلغ المطلوب غير موجود في حوزتها. تغضب الفتاة وتقول لها:

احضري لي النقود غدًا أو لا تأتي إلى هنا ثانية.

تخرج الفتاة تاركة ندى في حيرة من أمرها. بعد عودة ندى إلى المنزل تقول لها أمها بأنها تركت لها الطعام، فلتسخنه وتأكله، وأنها ستذهب لزيارة أقاربها.

ذهبت ندى إلى المطبخ، وسخنت الطعام وأكلت وهي تفكر في موضوع النقود، فتذكرت أن أمها تضع نقودها بالخزانة في غرفتها.

ذهبت لترى، فوجدت النقود المطلوبة، لكن كيف يمكنها أن تأخذ النقود دون أن تشك أمها فيها! بعثرت الغرفة لكي تظهر أنها سرقة وخرجت وتركت باب المنزل مفتوحًا.

جاءت الأم، ووجدت باب المنزل مفتوحًا، دخلت تنادي على ابنتها، لكنها وجدت المنزل مبعثرًا، ووجدت أن خزانتها مفتوحة والنقود غير موجودة.

دخلت ندى تسأل أمها عن هذه الفوضى، شكَّت الأم أن لصًّا قد اقتحم المنزل، فسألت ابنتها:

هل تركتِ الباب مقفلًا؟

أكدت الابنة أنها أغلقت الباب، جاءت الشرطة وشكوا أن لصًّا قد دخل عبر الباب السطح، لا سيما أن الأم أكدت أنها تغلقه ليلًا فقط.

في صباح اليوم التالي أخذت ندى النقود وقدمتها للفتاة، فرحت الفتاة وقالت لها:

الآن جيد، لن يُنشَر المقطع المخل لها.

نعم، لقد كانت تهددها أنها ستنشر مقطعًا لها وهي تغير ملابسها بعد أن صورتها خفية..

شعرت ندى بالأمان نوعًا ما، عادت إلى المنزل وذهبت إلى غرفتها لتنام. في أثناء نومها رأت كابوسًا لها وهي تتوسل بأمها أن تسامحها، وأنها كانت مضطرة للسرقة، لكن لم تشأ الأم أن تصدقها.

بعد قليل سمعت صوت رسالة على هاتفها لترى أن الفيديو الذي كانت تهدد به قد انتشر، وحينها عرفت أنها خسرت كل شيء.

سرقت أمها وفي مقابل ذلك فُضِحت، استيقظت مفزوعة من نومها لتكتشف أنه مجرد حلم، لكنها لم تكن مطمئنة.. تناولت الإفطار وكانت ترى أمها مهمومة؛ بسبب المال المسروق.

ذهبت إلى المدرسة وفي أثناء الحصة دخل شخص يقول إن أحدًا يريد مقابلة ندى. خرجت ندى لتجد أنها الشرطة. قالت لها الشرطة إنه مقبوض عليها بتهمة السرقة.

لقد اكتشف أنها هي السارق؛ وذلك لأنها آخر واحدة خرجت من المنزل، وقد شاهد أحد أنها كانت خائفة وهي تخرج. صُدِمت من الخبر، وذهبت للقسم لتعترف أنها كانت بحاجة للمال؛ لأنها كانت مبتزة.

علمت الأم بالخبر، وقالت لها:

لِمَ لمْ تخبريني بالأمر؟ كنت تصرفت بالموضوع!

تأسفت ندى لأمها كثيرًا، لكنها قررت أن تتعاقب ابنتها على فعلها هذا. دخلت ندى إلى السجن مدة وخرجت، ذهبت إلى المنزل لكن أمها كانت تتعامل معها بقسوة.

بقيت ندى على ذاك الحال مع أمها، لتفاجأ بأنها أصحبت على لسان الجميع بعد انتشار مقطع للفيديو الذي كانت تُهدَّد به.

صُعِقت بالخبر، ودخلت في حالة اكتئاب.. شعرت الأم بالحنين لها وأردت أن تهون عليها، لكنها لم تستطع.

ذات صباح كانت الأم تنادي عليها لتتناول الفطور، لكنها لم تُجِب، دخلت عليها الغرفة وهي فاضية؛ لأنها نائمة، ظلت تهز فيها لكن دون جدوى.

اتصلت الأم بالإسعاف لنقلها إلى المستشفى لتكتشف أن ابنتها قد ماتت منتحرة من جرَّاءِ ما حصل معها

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة