في قلب جزيرة بالي الهادئة، حيث تتراقص أمواج المحيط برشاقة على الشاطئ الذهبي، عاشت زيان. كانت زيان راقصة بالي تحمل في جسدها رقص الأجداد وحركاتهم الانسيابية. لكن وراء ابتسامتها الساحرة وقدرتها على إبهار الحشود، كانت تخفي قلبًا مكسورًا وجروحًا عميقة.
منذ طفولتها، عاشت زيان في عزلة. كانت مختلفة عن أقرانها، فجمالها كان يثير الغيرة والحقد في قلوب البعض. تعرضت للتنمر والتحقير، ما جعلها تنطوي على نفسها وتبني جدارًا سميكًا حول قلبها. كانت ترى في الرقص ملاذها الآمن، حيث تستطيع التعبير عما بداخلها بحرية دون خوف من الحكم.
عندما كانت تصعد إلى المسرح، كانت تتحول إلى شخصية أخرى. كانت تنسى آلامها ومعاناتها، وتصبح واحدة مع الموسيقى والحركة. كانت حركاتها الرشيقة تروي حكايات عن الحب والخسارة والأمل. كانت زيان تحكي قصتها عن طريق الرقص، قصة فتاة جميلة تبحث عن مكانها في العالم.
وفي إحدى الليالي، عندما كانت زيان تؤدي رقصتها الأخيرة على مسرح كبير، شعرت بضعف شديد. كانت الرؤية تتلاشى أمام عينيها، وقلبها ينبض بعنف. سقطت على الأرض، وهرع المسعفون إليها.
في المستشفى، أخبرها الأطباء بأنها مصابة بمرض عضال. شعرت باليأس، فهل ستترك الرقص، الذي كان كل حياتها؟ قرَّرت زيان أن تستغل الأيام المتبقية لها في تحقيق حلمها الأخير.
أعدت عرضًا راقصًا ضخمًا، جمعت فيه كل ما تعلمته من الرقص. كانت الرقصة تُعبِّر عن رحلتها، عن صراعاتها، وعن حبها للحياة. في الليلة الموعودة، امتلأ المسرح بالحضور. عندما بدأت زيان الرقص، ساد صمت مطبق. كانت حركاتها مليئة بالعاطفة والشوق، وكأنها تودع الحياة.
في نهاية الرقصة، انهارت زيان على المسرح. كانت قد قدَّمت كل ما لديها. توفيت زيان وهي محاطة بالحب والتقدير. تركت وراءها إرثًا كبيرًا، فكانت أكثر من مجرد راقصة، كانت رمزًا للأمل والصمود.
ومع أنَّ زيان رحلت، لكن روحها ستظل حية في كل من شاهد رقصها. ستظل الرقصة الأخيرة لزيان شاهدًا على جمال الروح وقوتها في مواجهة الألم والمعاناة.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.