كانت ياسمين تجلس في الشرفة تدخن سيجارة قد أشعلتها للتو عندما جلس بجانبها وأخذ سيجارة من علبة السجائر وأشعلها. نظرت إليه وسألته إلى متى سيبقى زواجهما سراً، لقد سئمت من بقائه كما هو وحان الوقت لإخبار أسرته الغنية عنه كما وعدها عندما وافقت على الزواج منه.
أجاب على سؤالها بأنه لا يستطيع أن يعلن زواجهما الآن وعليها أن تتحمل هذا الوضع حتى ينجح في ذلك.
وبعد أن انتهى من الحديث معها، ذهب ليغير ملابسه ويرحل، تاركاً إياها مستاءة من وعوده الكاذبة معلنة عن ندمها على موافقتها على الزواج منه دون إعلان هذا الزواج أمام الجميع خوفاً من أسرته، وأنها ارتكبت خطأً عندما تخلت عن حسام الشاب الذي أحبها حقاً واختارت طارقاً بدلاً عنه. في الصباح قررت الذهاب إلى منزل حسام كي تقابله وتطلب منه أن يسامحها.
وصلت إلى هناك وصدمت عندما أخبرها حارس المنزل أنه انتحر منذ عام.
شعرت أنها كانت سبب كل هذا، لقد كانت قاسية معه في آخر مقابلة جمعتهما.
طلبت من الحارس أن يخبرها بمكان دفنه، فأعطاها العنوان، فذهبت ووقفت أمام قبره والدموع تنهمر من عينيها، يوبخها قلبها لأنها فقدت من يستحق قلبها، متمنياً لو أنه يعود إلى الحياة مرة لتعبر له عن ندمها.
وبعد يومين، وقفت ياسمين أمام طارق تطلب منه الطلاق، مما جعله يغضب جداً، فصفعها على وجهها، وأذلها، وذكرها بأصلها المتواضع وكيف جعلها تعيش حياة كريمة تتمناها العديد من الفتيات، فقالت له إنها تعلم بأنها أخطأت عندما تزوجته وأن عليها الآن إصلاح هذا الخطأ.
عند رفضه لطلبها طعنت نفسها بسكين كانت بجانبها للتخلص من حياة لم تعد قادرة على تحملها، وعندما رآها غارقة في دمها، هرع بها إلى المستشفى وهو يشعر بالخوف الشديد.
بعد أن تمكن الطبيب من إنقاذها خرج ليطمئن طارق بأنها بخير الآن، لكنها فقدت جنينها.
عندما عرف طارق أمر الجنين الذي كانت تحمله في أحشائها، ضرب يده على الحائط باكياً بسبب قسوته معها ثم طلب من الطبيب أن يسمح له برؤيتها، فسمح له بذلك.
اقترب منها وجلس بجانب سريرها ينظر إليها ويسألها لماذا لم تخبره أنها حامل؟ سألته هل كان سيحدث فرقاً لو أخبرته أم كان سيأتي هذا الطفل للحياة ويجد أمه تعيش كخادمة تنتظر عطف سيدها.
اعترف طارق بأنه أخطأ بحقها كثيراً وأنه كان شخصاً أنانياً، لكن ذلك الطفل كان يمكن أن يغير كل شيء نحو الأفضل، فأخبرته أن أفضل شيء عليه فعله هو أن يطلقها، فجلس مرتبكاً، فهو أحبها لكن ليس بقدر ما أحبته هي قبل أن ينفذ بكل هدوء ما طلبته.
شعرت ياسمين بالارتياح أخيراً، متمنية أن تعوضها الأيام المقبلة عن كل ما رأته في الماضي.
بعد أيام، عادت ياسمين إلى منزل أسرتها الذي غادرته منذ سنوات بعد وفاة والدتها، من أجل بدء فصل جديد في حياتها.
وفي نفس اليوم، ذهبت ياسمين إلى متجر أبيها للخياطة، هذا المجال الذي أحبته عندما كانت طفلة، وحلمت بأن تصبح ذات شأن فيه، ولكن حلمها ضل الطريق.
وصلت ياسمين إلى المتجر الذي ورثه والدها عن الأجداد وهناك شعرت بأن روحه حولها.
وبينما كانت ياسمين تتجول في المتجر، سمعت صوت شخص يسأل من تكون؟ وعندما نظرت إليه وجدت عم حسين، صديق والدها، الذي لم يتعرّف عليها في البداية بسبب ضعف بصره.
أخبرته أنها ياسمين ابنة صديقة محمد، فأعرب عن سعادته برؤيتها واعتذر لها لأنه لم يتعرف عليها منذ البداية، فأخبرته أنها ستعيد فتح المتجر مرة أخرى وتريد مساعدته.
وجدته يخبرها أن والدها الراحل جاء إليه في أحد أحلامه يخبره أنها ستعود وتفتح المتجر مجدداً لتكمل مسيرته المهنية، مما جعلها تبكي بشدة. حسين هدّأها وأخبرها أنه سيحضر لها بعض العمال لمساعدتها على إعادة المتجر إلى ما كان عليه في السابق.
في الصباح، أتى إليها ببعض العمال الذين سيساعدونها على تنظيف المتجر وطلائه.
كما بدأت في شراء آلات خياطة جديدة وتوظيف عاملات يعملن معها حتى أصبح المتجر جاهزا لإعادة فتحه.
وقف عم حسين إلى جانبها في يوم الافتتاح، مسروراً برؤية متجر صديقه يعاد فتحه وتمنى لها التوفيق، وأن تتمكن من مواصلة مسيرة والدها الناجحة في هذا المجال.
وفي غضون أعوام ، جاءت العديد من نساء الحي إلى المتجر بعد أن أظهرت براعة في عملها، مما أكسبها ثقة الجميع، وبهذا النجاح تم الإعلان رسمياً عن عودة حلمها الضال مرة أخرى ونسيانها لكل ما مرت به.
مايو 24, 2022, 11:57 ص
من أين لك هذا .. الأسلوب .. والقفز السريع من حبكة لأخرى .. ومن مشهد لآخر .. والنهايات السريعة هذه تدل على الحرفية .. شكرا لك حقا .
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.