لقد حاول أن يراودها عن نفسها أكثر من مرة وهي تقاومه وتقاوم رغبتها الملحة في أن ترتمي بين ذراعيه وتستسلم له طواعية وتعطيه كل ما يريد، ولكنها كانت تستسلم لقبلة من شفتيه ثم تهرب وهي تذوب عشقًا وهيامًا بحبه..
فهي تعشق فيه كل شيء، لمساته الحانية، أنفاسه، نظراته التي تجمع بين الحب والرغبة المشتعلة في عينيه والمنبعثة من حرارة جسده، فهي تنتظر لقاءه بفارغ الصبر.
شعر بالأيام تمر عليها كأنها سنوات في عدم وجوده حتى يقترب ويحين موعد لقائه، فتفتح خزانة ملابسها وتقف أمامها في حيرة أي الملابس تختار..
إنه دائمًا يثني عليها عندما ترتدي القطع الفاتحة للجزء العلوي من جسدها وتجعل الألوان الداكنة للجزء السفلي منها، فيقف طويلًا يتأملها، ويثني على تناسق جسدها ونحافة خصرها، فيشبهها بالساعة الرملية من روعة حسنها.
وها هي قد اختارت القطعتين ولم يبقَ سوى الميكب، إنها مبدعة في توزيع أدوات التجميل على وجهها، فهي تعي لون البلاشر المناسب لخدودها والتي يشبههما بزهرة القرنفل حين تقع عينه عليهما.
تبتسم وهي تلامس إصبع الشفاه لشفاهها وتردد داخلها: سوف يزيله مثل كل مرة نتقابل فيها أشعر وقتها أنه يلتهم فمي كله، ثم تضحك وتقول: إن المناديل الورقية سوف تزيل أي أثر لتلك الفوضى التي تحدث بعد كل لقاء.
ها هي قد انتهت من ارتداء ملابسها وقد تحولت حجرتها إلى حديقة من الزهور يفوح عطرها في كل مكان.
إنها الآن تشعر بالرغبة في الطيران لتلتقيه ويستنشق عطرها ويلامس شعرها بأطراف أنفه هامسًا في أذنها بكلمات العشق والغرام، يعتصرها بين ذراعيه وهي تقاومه مقاومة من ترغب وتتمنى، ولكنها لن تعطيه إلا ما تريد أن تعطيه؛ فهي من تحدد البدايات والنهايات.
أفاقت من غفوتها واعتدلت في جلستها وهي تسمع صوت صديقتها المفضلة وهي تسألها: أخبريني ماذا أفعل معه لقد أصبحت أخاف من أن تضعف مقاومتي أمامه في لحظة ما، فحتمًا سيحدث هذا ذات مرة... أرجوك أخبريني ماذا أفعل، فأنا لا أستطيع الاستغناء عنه، وقد اعتدت على وجوده في حياتي، بل أصبح حياتي كلها، أخبريني يا صديقتي العزيزة ماذا أفعل، فأنتِ تعلمين كل صغيرة وكبيرة عنا.
نظرت إليها في صمت وصوتها يحدثها من داخلها: نعم يا عزيزتي لقد جعلتني أعيش قصتك بكل تفاصيلها.. حتى جعلتِ عقلي منفصلا عني يهيم في عالمه، يحب ويعشق ويتذوق طعم الحب الذي لم يتذوقه طيلة حياته!
فبعد كل لقاء لكما وأنتِ تحكين لي تفاصيل التفاصيل، لقد أدخلته عالمي دون أن تشعري، فإذا كنتِ تتعذبين مرة فأنا أتعذب ألف مرة، فيا ليتك تخبرينني أنت ماذا أفعل؟
لقد خنت صداقتك وضعفت نفسي التي طالما قاومتها، فأنتِ لا تشعرين بإحساس من ضل طريقه في صحراء وظل يبحث عن الماء حتى وجده.. أنت لا تشعرين بألم من ذرف دموعه على وسادته بعد أن يفيق من غفوة أحلام يقظته..
أنت لا تعلمين شيئًا عن أوجاعي ومرارة حياتي يا صديقتي أخبريني أنتِ ولو لمرة واحدة ماذا أفعل؟ وقد أدخلتني شريكًا لكل لقاء لكما تحكيه لي وأعيشه أنا وأنسجه حلمًا ليأنس به عقلي في وحدتي.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.