قصة «الحب المنسي».. قصة قصيرة

كانت كاتيا جالسة في شرفتها، تتأمل السماء الملبدة بالغيوم. الهواء البارد كان يلامس بشرتها، ولكن قلبها كان أكثر برودة من أي وقت مضى. مع مرور سنوات على الفراق، ما زالت تلك اللحظات التي عاشتها مع رامي تشغل بالها. شعرت دائمًا أن جزءًا منها مفقود، ولا شيء في الحياة يستطيع ملء ذلك الفراغ.

اقرأ أيضًا: خاطرة "كان صديقي".. خواطر اجتماعية

الذكريات

قبل سنوات، كان رامي وكاتيا معًا، يحلمان بمستقبل مشترك. كانا يتحدثان عن الحياة، عن المستقبل الذي سيبنيانه معًا. كانت الأيام تمر بسرعة في وجودهما، مليئة بالضحك والحديث عن كل شيء. لكن في أحد الأيام، شعر رامي بضرورة الابتعاد لبعض الوقت، ليكتشف نفسه، ويبحث عن معنى جديد لحياته. لم يكن هناك أي خلاف بينهما، لكن شعرت كاتيا بأن التباعد بينهما أصبح شيئًا لا مفر منه.

أخذ رامي قرارًا بالسفر بعيدًا؛ لينفذ حلم أمه التي توفيت. كانت كاتيا تشعر بالحزن الشديد لمغادرته، لكن في الوقت ذاته، كانت تعلم أنه بحاجة إلى هذا التغيير، وأنها لا تستطيع أن تمنعه. كانت تراقب رحيله بعينين مليئتين بالدموع، لكنها لم تبح بكلماتها له، فكل شيء كان يلمس قلبها، ولكنها كانت تعلم أن الطريق لا بد أن يتفرع هنا.

الفراق

مرت السنوات، ورامي لم يعد. شعرت كاتيا بأنها تائهة، تبحث عن نفسها في كل زاوية من زوايا حياتها. حاولت الاستمرار، وفتحت قلبها لشخص آخر، لتكتشف أن الحياة تستمر على الرغم من الألم. تزوجت كاتيا من شخص آخر، ومع أنها كانت تحبه، فإن قلبها لم يتوقف عن التفكير في رامي. كانت تعلم أنه كان جزءًا من حياتها، لكن لم يكن بيدها إيقاف الزمن.

عودة رامي

وفي يوم ما، عاد رامي إلى المدينة بعد سنوات من غيابه. شعر بشيء غريب عندما مرَّ في المكان الذي كان يلتقي فيه مع كاتيا. كان يتمنى أن يراها مجددًا، ليكتشف كيف سارت حياتها في غيابه.

في أحد الأيام، دخل رامي المقهى الذي اعتاد أن يلتقي فيه كاتيا. كانت كاتيا تجلس هناك، عيناها مليئتان بالدهشة عندما رأته يدخل. لحظة صمت طويلة بينهما، كأن الزمن قد عاد فجأة، لكنه كان قد تغير.

اقترب منها رامي بحذر وقال: "لم أتوقع أن أراكِ هنا بعد كل هذه السنوات".

ابتسمت كاتيا ابتسامة هادئة، ثم قالت: "وأنا أيضًا لم أتوقع أن أراك هنا، بعد كل هذا الوقت".

نظر إليها رامي بتمعن، وبدون أن يسأل أسئلة كثيرة، قال: "كيف كانت حياتك؟".

أجابت كاتيا ببساطة: "كما يجب أن تكون. تزوجت، وبدأت حياتي من جديد".

ابتسم رامي على نحو قسري، وحاول أن يبدو راضيًا عن نفسه، لكن كانت نظراته ممتلئة بالشوق لشيء كان قد ضاع في الماضي. كان يعلم أن كل شيء قد تغير، لكن لا يزال في قلبه مكان لـ كاتيا.

النهاية

مرت اللحظات ببطء، وكل واحد منهما كان يحاول فهم الآخر. كان اللقاء بقدر ما كان مؤلمًا، كان أيضًا مليئًا بمشاعر لا تنتهي. لكن الحياة أخذت كل منهما في طريق مختلف. رامي عاد إلى حياته التي بدأها في غيابه، وكاتيا تابعت حياتها مع شخص آخر.

وعلى الرغم من الفراق وكل ما حدث؛ بقي رامي وكاتيا يحملان في قلبيهما جزءًا من بعضهما، حبهما الذي لا يمكن نسيانه، لكن أيضًا كانا يدركان أنه لا يمكن للزمن أن يعود.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة