حكاية مراهق لم يبلغ العشرين من عمره، تعرَّف على فتاة أحلامه وأعجب بها بكل تفاصيل أخلاقها وحديثها وحتى لمعان عينيها..
مراهق مليء بالأحلام، أخذ رقمها وصار يكلمها كل يوم، ويرتجف خوفًا إن سمع شيئًا بسيطًا يضايقها..
حقًا كانت أول عشق له فتغيَّرت أحواله منذ أول لقاء بينهما، من أول حضن بين ذراعيها، حينها بدأت حكاية حالم، تغيَّرت مفاهيم الحياة لديه، أحسَّ بشعور آخر غير المراهقة.
علم أن الأرواح تلتقي من دون سبب وتتعلق في بعضها، ورغم ذلك فإن هذا الحالم لا يدري بعد عن الأقدار، ولا يعي خطورة الحب والأضرار..
إذن الحقيقة هي أنه منذ معرفتها صار يصحو على رسائلها، وينام على كلماتها، تعلق بها جدًا لدرجة أنه مجنون بالحديث معها، وكل أصدقائه وعائلته يأنبونه؛ لأنه أفرط في الاهتمام بها.
مرَّت سنوات وما زال الحديث بين الحالم والمعشوقة، كبرا معًا وصار حبهما أكبر رغم المسافة البعيدة بينه وبينها ولعدة سنوات كان الحديث كل اليوم من الصباح إلى موعد النوم.
حقًا شعور وأحاسيس لا توصف بالكلمات، كان الحالم سندًا لها، حبيبها وأخيها وصديقها، ومرت أحداث كثيرة، وفي يوم جميل كان الحالم في العشرين من عمره، يشق طريقه للنجاح (تلميذ مجتهد ولاعب كرة القدم الكل يتحدث عنه).
عائد من مباراة كرة القدم وهو سعيد بتقديمه أداء جيداً جدًا، رن هاتفه كالعادة المتصل أب الحالم، المحادثة:
مرحبا أبي كيف حالك؟
الأب: ودون مقدمات أين أنت الآن..
الحالم: أبي لقد أنهيت المباراة وأنا في طريق العودة.
الأب: هل ما زلت تكلم تلك الفتاة؟
الحالم: نعم يا أبي، وأنت تعلم نحن مع بعض منذ أن كنا في السادسة عشر من عمرنا، وهي من عائلتي والكل يعلم هذا
الأب بصوت حادٍ: لا تكلمها مجددًا -وبصوت غاضب جدًا-.
الحالم: لماذا يا أبي؟
الأب: لقد اتصلوا أهلها وقالوا أنك تشغلها عن دراستها وتقف عائقًا لأحلامها.
قطع الاتصال والدموع تملأ العيون، اتصل على رقمها وأجابته بصوت مليء بالدموع..
المعشوقة: مرحبًا كيف حالك؟
الحالم: مرحبًا حبيبتي ما كل هذا كلام الذي يروج داخل عائلة، أحقًا أنا من يقف عائقًا أمامك؟ ألم أكن أنا السند؟ ألم أكن أنا الحبيب وترياق الألم؟ شعرت بكِ سهرتُ ليالٍ طويلة فقط من أجل تغيير معتقدك بالانتحار، أين العدل أين كانوا تكلمي واليوم يريدون أخذك مني!
المعشوقة: تبكي وتبكي وتبكي... أعلم كل هذا أنا أحبك أعشقك، لكن هم جهلاء لا يقدرون ما فعلته، وهم منغمسون في التقاليد.
يتبع.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.