ها قد وصل موعد الحكاية والطلاب في قمة سعادتهم..
الراوي: لم يكن يعلم سعد الذئب أطماع قبيلة الخفافيش في الاستيلاء على الجواهر الزرقاء، كالأحمق يلهو ويحتسي الشراب غافلًا عما يتم حبكه من ورائه، لم يعلم بما فعلته ماريا بالملكة والمربية حسب نفسه هو المسيطر، ولا يعلم أن أخ زوجته بلال بك هو من خطَّط لكل هذا، معلوم بأن زوجته من قبيلة الخفافيش أوهموه بأنهم سيساعدونه، ولكن هو من يساعدهم بغبائه.
الطلاب: هذه ضربة قاضية يستحق ذلك.
الراوي: بلال بك جالس مع أخته وأبيه يقهقهون بأعلى صوت على غباء سعد الذئب ومحدودية تفكريه.
ريحانة زوجة سعد الذئب: آه يا أبي أنا أمقت ذاك المعتوه متى أتخلص منه إنه شخص كريه.
الأب: لا عليكِ يا ابنتي اصبري بقي القليل.
بلال بك: لقد قمت بحساب كل شيء، فسعد مثل الطير في القفص، لدي دليل إدانته فأنا من قلت لموكا رئيس قطاع الطريق أن يتعامل معه وقد خدمنا ذاك الأحمق دون أن يعلم بقتله للوزير يعقوب باشا هههه.. الآن يظن الملك أن قبيلة اللهب هي عدوته اللدودة، وسيتسنى لنا أن نلعب بمفردنا وسنربح أكيد، فذاك المغرور كهرمان لا يستحق منصب الملك.
الأب: لم أكن أعلم أنني ربيت في وكري ذئبًا... هههه أحسنت.
ريحانة: إنه داهية مثلك يا أبي.. هههه.
الطلاب: وما الذي يجري الآن في الجواهر الزرقاء
الراوي: الملكة أنقذها الطبيب في الوقت الملائم لكن ابنها من دفع الثمن، والملك أصبح يشك في الجميع، ولم يعُد يثق بأحد، يبدو أن نار الفتنة سوف تشتعل.
بلال بك: أبتي خطتي تأتي بثمارها، لقد شتتت تفكير الملك وهو الآن عيناه متركزة على قبيلة اللهب، في القريب العاجل سنشهد حربًا طاحنة.. ما رأيك؟
الأب: سوف أنتقم من ابن سليمان، فأنا كنت أستحق الحكم.
بلال بك: سوف ننجح في ذلك أنا أعدك سنستولي على الأراضي كلها.
الطلاب: ما هذا الأعداء كثر وفي تزايد!
المعلم: المحارب بلا عدو لن يكون لوجوده غاية.
الطلاب: نعم أكمل لنا أرجوك.
محمد باشا: سيدي أعلم أنك غاضب ومقهور مما حصل، لكن دعني أنبهك من أمر خطير عيون الأعداء تتربص بك وهم يقومون بأحسن ما لديهم ليشتتوا انتباهك، وعند رؤيتي لك أظنهم نجحوا في الأمر.
الملك: ابتسامة مكر وبعدها ضحك وقال ألا تعرف صديقك يا أسدي؟
محمد باشا: في الحقيقة ارتبكت عندما رأيتك غاضبًا.
الملك: أحيانًا يجب أن تتسلح بسلاح عدوك لكي تستطيع هزيمته، أحيانًا الشجاعة لا تكفي والمواجهة لا تصلح ووحدها الحيلة تكون دواء لأولئك المتسلطين الطماعين.
محمد باشا: أنت محق.
الملك: إن قبيلة اللهب سوى دمية في يد قبيلة الخفافيش، وأنا أعلم أن زهير بك أبو بلال بك يكنّ حقدًا لوالدي؛ لأن أسياد القبائل اختاروه ملكًا وليس هو .
محمد باشا: صحيح لقد حكى لي والدك هذه القصة، ولكي يطفأ نار الضغينة أعطاه سيادة قبيلة الخفافيش.. لمَ ما زال حاقدًا؟
الملك: بعض الناس لا ترى ما ينقصها لتملأه ولا تعترف بأنها ضعيفة لكي تقوي نفسها بل تخبي فشلها بنزع ما يمتلكه الآخرون، على أساس أنهم الوحيدون الذين يستحقون، فهم يحتقرون نفسهم بمقارنة نفسهم مع الآخرين.
الطلاب: كلام الملك عين الصواب.
الراوي: الملك جلس، وقال لصاحبه اجلس، سكب له عصير التوت، وشرب العصير، ونظر إليه الملك.. اسمعني جيدًا.
محمد باشا: أنا أسمعك.
الملك: القصر الآن مدنس.
محمد باشا: كيف ذلك؟
الملك: الخونة كثر، وقد أفسدوا سكينته، لكنني سأطهره لا تقلق، لكن أريد أن أعرف وبسرعة من قتل يعقوب باشا، وفي الوقت نفسه نحن أيضًا بحاجة إلى جواسيس بكلتا القبيلتين.
محمد باشا: حسنًا أترك الأمر لي.
الملك: أنت وأنا فقط من يعلم بأنني أعرف ما يدور، ولكن خارج هذه الغرفة أنا أبله، ولا أعلم ما يدور أمفهوم ما قلت.
محمد باشا: بكل تأكيد سيدي.
الملك: أها.. تذكرت كنت ستقول لي من أخبرك بموت الوزير..
محمد باشا: في الحقيقة لم يخبرني أحد بل شاهدت ما حصل.
الملك: كيف ولمَ لا تتصرف؟
محمد باشا: أردت الظهور أمامهم لكن أحدهم يعرفني، وأنت قلت لي لا أحد يجب أن يعلم بمجيئك إلى هنا.
الملك: صحيح ومن هو الذي يعرفك؟
محمد باشا: إنه موكا أتتذكره؟
الملك: الجندي الخائن الذي طردته بنفسي سوف ألقنه درسًا لن ينساه.
محمد باشا: برأيك هل سعد الذئب وراء هذا الأمر؟
الملك: نعم هو، لكن من كان له الدور الأكبر هو بلال بك، فأنا أعرفه جيدًا هو يريد أن يشتت انتباهي عن عدوى الحقيقي بعدوٍ مزيف ليقوم هو وأبوه بفعلته.
البواب: سيدي الملك السيد بلال بك جاء ومعه قاتل الوزير.
الملك: قل له أن ينتظر.
محمد باشا: ما هذه الوقاحة كيف يتجرأ!
الملك: دعه يفعل ما يشاء فسنلعب معه لعبة القط والفأر.
أيها البواب دعه يدخل..
دخل بلال بك وموكا إلى الملك وهم يبتسمون كأنهم يقولون انتصرنا، لكن لا يعلمون أن مكر الملك فاق مكرهم.
بلال بك: رحم الله الوزير يعقوب باشا، الخبر أحزنني وأحزن أبي، وأنا بدوري قمت بتتبع آثار المجرم، وعرفت من يكون، إنه الحقير سعد الذئب وهذا هو من قام بالفعلة.
الملك: وكيف عرفت بالأمر؟
بلال بك بارتباك: الحقيقة لا شيء يبقى مخبئًا سيدي، فالأخبار السيئة تنتشر بسرعة، وأنا أقيم وزنًا لاتفاقنا، وقلت سوف أجد القاتل وآتي به، ولتنعم روح الشهيد بالسكينة.
الملك: أيها بواب نادِ على الحراس ليزجو بهذا المجرم بالسجن.
البواب: أمرك سيدي
الملك: تفضل وأنا شاكر لك أنت ضيفي الليلة.
بلال بك: في نفسه لقد صدقني هذا المخبول -تبسَّم للملك- بكل تأكيد سأبقى شاكرًا لك.
الطلاب: هذا الملك مجنون يستضيف عدوه!
المعلم: لا تدع العدو وراءك بل أمامك لتكون أنت من يراقبه من كثب.
الراوي : خرج محمد باشا من الغرفة وامتطى حصانه وذهب الى قبيلة الخفافيش ليجيش جواسيس الملك هناك
الطلاب: جيد جدًا.
المعلم: سنقف هنا
الطلاب: غدا سنعرف ما يجري بإذن الله
المعلم: إن شاء الله إلى الغد
يتبع.
سبتمبر 4, 2023, 8:41 م
قصة ممتعة استمري
سبتمبر 4, 2023, 9:18 م
شكرا من القلب عزيزتي
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.