لقد تَغيَّب الأستاذ حصتين بسبب المرض، لقد أصيب بالإنفلونزا والأطفال كانوا حزينين جدًا عليه، جدًا انتظروه بفارغ الصبر، وفي صباح اليوم أتى وعادت البهجة على محياهم وركضوا إليه في الساحة، واستقبلوه وهو بدوره تبسَّم ومسح على رؤوسهم جميعًا.
المعلم: هيا إلى القسم فالكثير ينتظرنا.
الطلاب: ذهبوا مسرعين إلى القاعة.
المعلم: أين توقفنا في الحصة الأخيرة؟
الطلاب: توقفنا عندما اغتيل الوزير يعقوب باشا من طرف سعد الذئب.
المعلم: يا لكم من ماكرين أنا لم أقصد الحكاية بل الدرس.
الطلاب: لقد قتلنا الفضول يا معلمي ونريد أن نعرف ما الجديد ارحمنا أرجوك!
المعلم : حسنًا حسنًا هذه المرة فقط ولن تعاد.
الطلاب: موافقون... يحيا معلمنا.
المعلم: لقد ظن السيد سعد الذئب بفعلته هذه أنه قد أسكت صوت الحق للأبد، ولكن لم يعلم أن الوزير ترك رسالة للملك يخبره عن المخبرين الموجودين بالقصر مع أحد تلامذته وهو صقر ابن رابح.
الطلاب: نريد أن نعرف كيف قتل الوزير؟
المعلم: نادر هيا قم وتناول القرطاسية من على المكتب وباشر في الحكاية وأخبرهم بما حصل.
الراوي : هل أنتم مستعدون؟
الطلاب: نعم
الراوي: لقد كان موعد خروج الوزير من بيته ذاهبًا بمال الرعية إلى بيت المال في الصباح الباكر، وفي طريقه كان أربعة رجال متوحشي الملامح، بنيتهم قوية، وعملهم هو قُطَّاع طرق، فقد استعان بهم سعد الذئب ليكون موت الوزير على أنه سرقة وليس اغتيالًا..
أحد الرجال ناداه يا أيها العجوز دعنا نحمل عنك الذهب فهو سيرهقك.
الوزير: لا شكرًا أنا بصحة جيدة ولا أنتظر المساعدة.
الرجال الثلاثة: اعترضوا طريقه وقالوا له هات الكيس وإلا اقتلعنا عينيك.
الوزير: اقتلعها فلن أعطيك فلسًا واحدًا ما دمت أتنفس.
رئيسهم: هي... ما بكم الحمقى نحن هنا لسنا كقطاع طرق، بل نحن في مهمة سرية كلفنا بها هذا الرجل سوف يموت لا محالة.
الطلاب: يا إلهي...
الراوي: قال الوزير لقد عرفت من أرسلكم إنه ذاك المحتال بدون شك!
الرجال الأربعة: ماذا تقصد بكلامك؟
الوزير: أقصد ذاك المعتوه سعد الذئب، لم يكتفِ بالخيانة والتجسس علينا، بل يريد افتعال الفتنة بين القبائل بقتلي لترفع راية الحرب وتسفك الدماء بين الإخوة يا له من إنسان وقح!
الطلاب: ما هذا النوع من الرجال؟
المعلم: يا طلابي الأعزاء نحن في الدنيا والناس معادن، فهناك من معدنه لا يصدأ رغم قساوة ما يمر به، وهناك من معدنه صدأ رغم اللطف الذي يحيط به، العبرة هو أن الإنسان هو نتيجة ما يشعر به في داخله، أكمل لنا...
الراوي: رئيسهم قال للوزير اصمت يا هذا اليوم أنا سأقوم بدور ملك الموت سوف أزهق روحك.
الوزير: ويحك يا هذا أستغفر الله ما هذا القول أأنت الله؟
الرئيس: بضحكات عالية يتحدث نعم أنا هو الله في هذه اللحظة روحك بين يدي.
الوزير: اسمع أيها المغفل الكون كله يسري بأمر من الله، ولا أحد سوى الله يقدر على أخد الروح فتأدب، إن كان اليوم مقدرًا لي الموت فمرحبًا به فأنا جاهز للقاء الله.
الرئيس: حسنًا، هيا اقضوا عليه لا تدعوه ينتظر لقاء محبوبه... دعونا نكون همزة وصل.
الرجال الثلاثة: جميعهم أخرجوا سيوفهم من أغمادها وغرزوها دفعة واحدة بجسده.
الراوي: سقط جسد الوزير على الأرض وغرقت عباءته بالدم واستشهد في مشهد مهيب.
الطلاب: رحمة الله عليه.
الراوي: الرجال أخدوا الكيس كان بها خمسة آلاف ذهبية، وفروا من مكان الجريمة وهم سعداء بأن لا أحد رأى ما جرى، لكن شخصًا شاهد ما حدث منذ البادية.
الطلاب: ومن هذا الشخص؟
الراوي: هذا الشخص هو صديق حميم للملك كهرمان إنه محمد باشا.
الطلاب: واوووو الأحداث أصبحت متسارعة.
الراوي: كان من أوصل خبر وفاة الوزير هم حراس القصر للملك في طريقهم إلى عملهم شاهدو جثة الوزير.
الملك: أقسم بالله العظيم سوف أنتقم لروح الوزير.
البواب: سيدي لقد جاء رجل إليك يريد التحدث إليك.
الملك : من هو؟ قل له فيما بعد.
البواب: قال لي أن أقول لك الأسد يقول لك متى نصطاد فريستنا، ويقول أيضًا إن الأمر ملح.
الملك: حسنًا قل له أن يدخل بسرعة عرفته.
محمد باشا: أهلًا وسهلًا بصديق العمر.
الملك: أهلًا وسهلًا.. لقد حدثت كارثة.
محمد باشا: نعم أعلم بالأمر.
الملك: كيف عرفت بالأمر من أخبرك؟
محمد باشا: أنا...
البواب: سيدي سيدي الطبيب يقول إن زوجتك في حالة حرجة.
الملك: يا للمصيبة ما هذا اليوم المشؤوم!
الطبيب: سيدي يبدو أن الملكة تسممت.
الطلاب: هذا غير معقول الكل مصعوق من الصدمة!
الراوي: قال الملك بصوت حاد من آخر من كان مع الملكة أتوني به.
الجواري: آخر من كانت معها هي والدتك يا سيدي.
الملك: ماذا ؟ ذهب إلى غرفتها وقال يا أمي ماذا أكلتم أنت وزوجتي؟ لم آكل شيئًا لكنها هي اشتهت العصيدة ربما تتوحم.
الطبيب: ذهب للملك وأخبره بأن زوجته أجهضت جنينها.
الملك: بكى الملك واستشاط غضبًا وصرخ بأعلى صوت هؤلاء الخونة سأجدهم.
الراوي: من دست السم هي جارية اسمها ماريا ومن شاهدتها هي المربية، ولكن مع الأسف كشفت أمرها وقتلتها ووجدوا جثتها قرب الوادي .
الطلاب: القصة تتعقد أكثر فأكثر!
الراوي: وصل خبر وفاة الوزير لسعد الذئب وفرح فرحًا شديدًا وقال: لم يبقَ بيني وبين كرسي الحكم سوى القليل.
لكنه لا يعلم ما سينتظره..
الطلاب: وماذا ينتظره؟
المعلم: في الحصة القادمة.
الطلاب: حسنًا إلى اللقاء يا معلمنا دُمت لنا بصحة جيدة لنسمع الكثير والكثير من الحكايات.
المعلم: ضحك وقال لهم: شكرًا لكم، اللهم آمين.
يتبع.
اقرأ أيضاً
سبتمبر 4, 2023, 8:35 م
👍👍👍
سبتمبر 4, 2023, 9:17 م
😍💪
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.