قصة "الجدة رمز الحنان والحب والقلب النابض للأسرة".. قصص قصيرة

كانت هناك في قرية صغيرة وسط الجبال عائلة تعيش، حيث كانت الأجواء هادئة ونسيم الريف يهب برفق على الحقول الخضراء. في وسط هذه العائلة، كانت تعيش الجدة خديجة التي تجاوزت السبعين من عمرها.  

كل صباح، كانت خديجة تستيقظ باكرًا لتُحضِّر الفطور لجميع أفراد الأسرة. كانت تحرص على أن يكون كل شيء جاهزًا قبل استيقاظ الحفدة. كان الجميع يعلم أن اليوم سيكون مميزًا إذا بدأ بفطور الجدة، الذي يتضمن الخبز الطازج، والعسل الطبيعي، والشاي مع النعناع المغربي اللذيذ.  

لم تكن خديجة مجرد جدة تُعِد الطعام، بل كانت ملهمة ومعلمة لحفدتها. تقول ابنتها الكبرى:

- "عندما يريد أبنائي وبناتي النوم، يجتمعون حولها، وتقُص عليهم قصصًا وحكايات غريبة حتى يغمى عليهم. كانت تحكي لهم القصص التقليدية التي كانت تستمدها من تراثهم الثقافي الغني".  

كانت هذه القصص تزرع في نفوس الحفدة القيم والأخلاق، وتعزز فيهم روح الانتماء والمحبة. 

في الأعياد والمناسبات، كانت خديجة تحرص على تنظيم الاحتفالات بكل دقة. كانت تزين المنزل بالألوان الزاهية وتجعل الأجواء مفعمة بالفرح والسرور. كانت تعرف كيف تجمع العائلة حولها، وتغني معهم الأغاني التقليدية، وتعلمهم الرقصات الفلكلورية.  

على الرغم من تقدمها في السن، لم تفقد الجدة خديجة حيويتها ونشاطها، كانت تزرع في الحديقة وتعتني بالأشجار والنباتات، وكانت تؤمن أن العمل اليدوي يعيد للشخص حيويته، وكان ذلك سر قوتها وصحتها. وآثرت العمل الجماعي الذي تجد فيه راحتها وقوتها. وفي أيام البرد القارس، كانت خديجة تتبرع بمجموعة من الأثواب للفقراء في المناطق الجبلية والمناطق النائية.  

وذات يوم، خرجت مع حفيدتها الكبيرة، وكلهن شغف لتقديم المساعدة لهؤلاء المحتاجين. وعندما وصلن إلى قرية مجاورة لقريتهم، وفي طريقهن، تفاجأتا بأكوام من الحجارة في الطريق.

فقالت لها جدتها:

- "لقد كانت معلمة تاريخية! إنها مدرسة تخرج منها كل أبناء هذه الدواوير، غير أنهم هدموها، دون أي تفكير في قيمتها الأثرية، الغنية بعبق التاريخ الأمازيغي والعمران العربي النادر! قصص ومآثر وتراث تحمل جذور الماضي الجميل وحكاياته الحلوة والمُرَّة، التي عاشها الأجداد بكل تقاليدهم وعاداتهم التي يجهلها هذا الجيل، الذي تربى على عادات مختلفة"...  

الجدة خديجة كانت بحق رمزًا من رموز المنزل والأسرة والمجتمع، الحب، والحنان، والتضحية. كانت تجمع الجميع حولها بحب وحنان، وتزرع فيهم القيم والتقاليد. كانت تمثل الرابط الذي يوحد العائلة ويعزز من روابطها. 

ومع مرور الزمن، أصبحت قصص وحكايات الجدة خديجة تنتقل من جيل إلى جيل، ليبقى تأثيرها وذكرها حيًا في قلوب كل من عرفها.  

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة