قصة "الجبال المسحورة".. قصص قصيرة ج2

ضحك سافاش على جملة كروجر، وقال: نحن عشنا مع جهنورش في العالم السفلي وضحينا بذكرياتنا الجميلة.. 

وتذكرنا السيئة وكأنها حدثت بالأمس، والآن تخبرنا أن الخيميائيون سيفعلون بنا أسوأ مما فعله العسس والقرناء وجهنورش!

جلس سافاش وأسند ظهره على أريكة الفندق، وأكمل: نحن في انتظار شياطين العذاب، ولكن هل أُخبرك أنا بالسيناريو الذي يدور في رأسي حاليًا... 

نظر سافاش للجميع، وقال: أنتم أيضًا استمعوا لحديثي لأنه أكثر واقعية من كل هذا العبث، عن نفسي لا أصدق أن ما حدث معنا منذ حفلة الشواء كان عبارة عن لعنة.

فحكاية سفينة الفضاء التي سقطت في الحديقة فقط ولم تسقط على الفندق وتدمره لم أصدقها البتَّة، وأسطورة القمر الأحمر، وموضوع أحجار المولدافيت والتسافوريت وجمعهم مع الآميترين، والعالم السفلي وجهنورش...الخ.

كل هذا بالنسبة لي مجرّد لعبة سخيفة من مُختل عقلي كل هدفه في الحياة تعذيب الآخرين.

ساد الصمت لبُرْهة، ولكن بعد لحظات كسر آسر جدار الصمت، وقال لسافاش: أيمكن يا سافاش أن يفعل شخص واحد كل هذا بمفرده... 

قاطعه سافاش: ربما هناك آخرون يساعدونه يا آسر؛ فحينما كنا محاصرون مع جهنورش.

ذاق أصدقاؤنا هنا مُرِّ العَذاب كما حدث معنا في العالم السفلي ولهذا ربما انقسموا لفريقين، فريق مهمته مساعدة جهنورش، وفريق آخر يخطط للعنات جديدة لأصدقائنا.

نظر كروجر لسافاش، وقال: لم يُخطئ جهنورش حينما أطلق عليك لقب سليل المافيا؛ فجيناتك وعقليتك يقطر منهما السم بالضبط كأجدادك...

ذهب ديفيد بغضب لكروجر، وسأله: كيف عرفت يا كروجر بقصتهم مع جهنورش، ولماذا تتحدث معهم بعدوانية؟ 

أجاب كروجر: لأنهم أغبياء، ومن الواضح أنهم أخذوا عدوى الغباء منك أنت وجايلز... 

أكمل كروجر حديثه باستهزاء: سأجيبكم أيّها الحمقى على أسئلتكم البلهاء، الفندق في حفل الشواء سجّل حفلتكم وحديثكم بموافقة منكم كنوع من الترويج لفعالياته.

لكسر الجليد بيني وبينكم -بعد تأجيل موعد رحلاتكم- إدارة الفندق جعلتني أشاهد الفيديو للتعرف عليكم أكثر، وبالنسبة لموضوع جهنورش؛ فأنت يا سليل المافيا لم تذكر هذا اللقب مُطلقًا.. 

ولكن آسر أثناء حديثه قال إن جهنورش كان يناديه بحفيد الفراعنة وأطلق عليك لقب سليل المافيا..

والآن لو انتهيتم من تحقيقاتكم معي أرجو من سيادتكم أن تلقوا بأوهامكم وتخيّلاتكم المريضة في أقرب سلّة مهملات، ولتفكروا معي بمنطق، أعلم أنكم تفتقرون إليه..

ولكن ربما أحدكم يأتي بفكرة أفضل من فكرتي لمحاربة الخيميائيون، مع أني أشك في ذلك؛ لأنهم ليسوا أغبياء مثلكم ليُضيِّعوا طاقتهم ووقتهم على حفنة من الحمقى؛ لذا لا تقلقوا فربما حظكم يحالفكم هذه المرة ونعيش تحت رحمة القرناء والعسس فقط لحين إشعار آخر... 

قاطعه أليكسندر، وقال: لا لو تركت الأمر للحظ فسيأتون إلينا لا محالة؛ فنحن حتى الآن لم نجد أحدًا في الكوكب حظه أسوأ من حظنا منذ وطئت أقدامنا مطار آرمدال.

سكت كروجر، ولم يُعقّب وتسمرت عيناه تجاه أبواب الحديقة الزجاجية، وعلى الفور نظر الجميع للحديقة؛ فكل كارثة حلَّت بهم كانت بدايتها ونهايتها في تلك الحديقة الملعونة.

اختفت ملامح الحديقة فجأة بسبب عاصفة غريبة، عاصفة ليست ثلجية أو حتى ترابية؛ فهي لم تحمل لا هذا ولا ذاك بل كانت عبارة عن غُبار أحمر حالَ دونَ ظهور ضوء النهار وسماء الكون.

سقط كروجر على الأرض وكأنه رأى شبح... 

التفت إليه الجميع في قلق، وقالوا: ما بك؟ لم ينظر إليهم، وظَلَّ يتابع ما أحدثه الغُبار من فوضى ثم قال: إنهم هنا... لقد جاءوا حقًا.

قاطعه جايلز: من تقصد، وما هذا الغُبار؟ 

نظر إليه كروجر في حزنٍ ممزوج بخوف، وقال: إنه ليس غُبارا يا صديقي، إنه الرماد الأحمر.

(ترقبوا الحلقة الرابعة)..

 

كاتبة بالجمهورية أونلاين، وموقع زدّ، وموقع فرندة، مترجمة ومُعدة برامج وكاتبة أبحاث علمية، من أعمالي السابقة رواية وادي سيل ومدينة الأشباح، وكتاب إمبراطورية زركون بموقع أمازون.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

هل تحب القراءة؟ كن على اطلاع دائم بآخر الأخبار من خلال الانضمام مجاناً إلى نشرة جوَّك الإلكترونية

مقالات ذات صلة
نبذة عن الكاتب

كاتبة بالجمهورية أونلاين، وموقع زدّ، وموقع فرندة، مترجمة ومُعدة برامج وكاتبة أبحاث علمية، من أعمالي السابقة رواية وادي سيل ومدينة الأشباح، وكتاب إمبراطورية زركون بموقع أمازون.