سلسلة قصص الجبال المسحورة 2 (الحلقة الأولى- ديجافو)
..
نظر كروجر للمجموعة، التي تأجلت رحلاتها الجوية بسبب الطقس السيّئ..
وقال: أُعرّفكم بنفسي أنا أوليفر كروجر مرشد سياحيّ، في الحقيقة أنا لا أعمل حاليًا، وكنت في عطلة من أجل التجول حول العالم، ولكن لم أستطع رفض طلب أصدقائي ديفيد وجايلز، وأتيت لترتيب جدول ترفيهي لكم كنوع من الاعتذار عن تأخير مواعيد سيادتكم.
رد كريس (في استياء): اعتذار! هل ستعتذر عن هذا فحسب؟
نظر كروجر إليه (بتعجب) وقال: معذرة! لم أفهم ماذا تقصد؟ أجاب كريس (بنفس النبرة): أقصد أن حضرتك ظهرت فجأة ولاحقًا اختفيت، والآن تظهر بشخصية جديدة، وكأن شيئًا لم يكن، لحظة.. لماذا لم تُغير اسمك أيضًا؟
قاطعه كروجر: أنا لغتي الإنجليزية لا بأس بها، ولكن لماذا لا أستطيع فهم أيّ كلمة من كلامك؟ على أيّ حال أنا مُقدر استيائكم من تأخير موعد سفركم؛ لذا سأحاول بقدر المُستطاع إسعادكم، وأعدكم بأن ما شاهدتموه قبلي لن يُقارن أبدًا بما ستشاهدونه معي.
وقعت تلك الكلمات على المجموعة كالصاعقة؛ فكلمات كروجر لم تحمل في طيَّاتها السعادة كما ادّعى، ولكنها مُحملة بكل معاني الخوف والترقب، وكأن العذاب الذي أحاط بهم من جميع الجهات لا يكفي، وما ينتظرهم سيكون أشدّ وطأة من ذي قبل.
أخيرًا نطق ياماغوتشي بكلمات تتوافق مع كل هذا العبث..
وقال: منذ أتيت إلى هنا وأنا أتوقع أيّ شيء من أيّ شخص، ولكن هل يُمكنك أن تُخبر المسؤولين عن مُعاناتنا تلك أن يوقفوا تلك اللعبة السخيفة قبل موعد معرضي الجديد في طوكيو؟
أجاب كروجر: لا أعرف بالضبط ماذا تقصدون، ولماذا تتعاملون معي بعدوانية، ولكن لا تقلقوا ستتحسن الأحوال الجوية قريبًا، وسنحرص جميعًا على توديعكم بحفاوة كما فعلنا حينما وطئت أقدامكم أستراليا..
والآن ما رأيكم أن نُقيم حفل شواء هذه الليلة للتعرُّف على بعضنا البعض..
أعلم أنكم أقمتم تلك الحفلة بالأمس، ولكني لم أكُن هنا بالأمس؛ لذا دعونا نبدأ برنامجنا الترفيهي بحفلة شواء أخرى، ما رأيكم؟
صاح روبرتو نيكولاس في كروجر، وقال: لا نُريد حفلة شواء أخرى، لو أردت التعرُّف علينا انتظرنا في بهو الفندق في الثامنة مساءً..
ثم نظر نيكولاس للمجموعة، وقال: هذا التجمّع ليس إجبارياً على أحد؛ لذا لو كانت لديكم أيّ خطط أخرى لا تُجبروا أنفسكم على الحضور.
استمع الجميع لدقّات الساعة الكبيرة في بهو الفندق، وحينما أعلنت الساعة بصوتها المُميّز عن تمام الثامنة مساءً..
ذهب كروجر وجايلز وديفيد لبهو الفندق ليجدوا المجموعة بأكملها جالسة في انتظارهم..
وقتها قال ماريو سمولوف (مُخاطبًا كروجر): هل أنت أيضًا تعلم بشأن اللعنة؟
بهت وجه كروجر، وقال: عن أيّ لعنةٍ تتحدّث؟
نظرت المجموعة نظرات تفحُص لوجوه ديفيد وجايلز وكروجر، وكأنهم يريدون كشف حقيقة يُخفيها ثلاثتهم عنهم..
وحينها أكمل سمولوف (بأسلوب تهكم وسخرية): أتفق معك؛ فهناك أكثر من لعنة، أولهم لعنة الجبال الزرقاء، وبعدها لعنة الآميترين، ومن ثمّ ظهرت أسطورة القمر الأحمر..
معك حق كيف ستعرف عن أيّ لعنة أتحدث، ولكن بما أنك أسترالي؛ فمن الطبيعي أن تعرف حكاية الجبال الزرقاء ولعنتها، أليس كذلك؟
قاطعه فان ون، ووجه حديثه لكروجر: ألم يُخبرك أصدقاؤك أن كل شيء بدء بعد حفلة الشواء تلك؟
هل كنت تُريد بدء اللعنة بعد حفل الشواء مثلهم، وتُخبرنا لاحقًا أن كل ما سيحدث لنا بعد ذلك هو مجرّد ديجافو؟
ضحك كروجر (ضحكة مُخيفة، ثم اختفت ضحكته وجلس يُحدق في وجوههم)..
وبعد لحظات قال: ديجافو!! ألم أخبركم أن ما شاهدتموه قبلي لن يُقارن أبدًا بما ستشاهدونه معي.
(نهاية الحلقة الأولى)..
..........
يتبع...
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.